خلال شهر فبراير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للسرطان، وهو مناسبة تسلط الضوء على أهمية التوعية والوقاية من هذا المرض، السرطان هو مجموعة من الأمراض تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا، حيث تتعرض الخلايا لتغييرات جينية تؤدي إلى انقسامها بشكل غير منضبط. هذا النمو غير الطبيعي يمكن أن يؤدي إلى تكوين أورام قد تكون خبيثة أو حميدة، مما يستدعي فهمًا عميقًا لطبيعة المرض. شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في مجالات العلاج، بما في ذلك العلاج المناعي والعلاج الجيني. هذه العلاجات الجديدة تهدف إلى تعزيز استجابة الجسم المناعية ضد السرطان وتعديل الجينات لتحسين فعالية العلاج. تعتبر الوقاية والتشخيص المبكر من العوامل الرئيسية في تقليل حالات السرطان. من خلال اتباع نمط حياة صحي، مثل النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة، يمكن تقليل مخاطر الإصابة. كما أن الفحوصات الدورية تلعب دورًا حيويًا في الكشف المبكر عن المرض. تساهم الأبحاث العلمية في تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للمرض. من خلال الدراسات السريرية والتجارب، يمكن للعلماء اكتشاف طرق جديدة للتعامل مع السرطان. يظل اليوم العالمي للسرطان فرصة لتعزيز الوعي وتعليم المجتمع حول أهمية الوقاية والعلاج. من خلال فهم أفضل لهذا المرض والتقدم في الأبحاث، يمكن أن نخطو خطوات كبيرة نحو مستقبل خالٍ من السرطان. ورغم التقدم الكبير في مجال العلاج، يبقى التشخيص المبكر هو المفتاح الأساسي لزيادة فرص الشفاء وتحسين جودة الحياة للمرضى. التشخيص المبكر يعني اكتشاف المرض في مراحله الأولى، حيث يكون أقل انتشارًا وأكثر استجابة للعلاج. تشير الدراسات إلى أن معدلات الشفاء ترتفع بشكل كبير عندما يتم الكشف عن السرطان مبكرًا. على سبيل المثال، في حالات سرطان الثدي وسرطان القولون، يمكن أن تصل معدلات الشفاء إلى نسب مرتفعة إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا. إحدى الفوائد الرئيسية للتشخيص المبكر هي تنوع خيارات العلاج المتاحة. إن زيادة الوعي وتثقيف الناس حول أهمية الفحوصات يمكن أن يسهما بشكل كبير في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن السرطان. في النهاية، إن التشخيص المبكر للسرطان ليس مجرد خطوة طبية، بل هو أمل الشفاء والعودة للحياة الطبيعية. يجب أن نتحد جميعًا في نشر الوعي وتوفير الدعم اللازم للمرضى، لتحقيق مجتمع أكثر صحة وأمانًا. * أستاذ مساعد في علم الأدوية في كلية الصيدلة جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز د. مريم العمودي