لا يمكن إلا أن يتملكنا إحساس بالغيرة الإيجابية المحفّزة على التماثل والإبداع بعد زيارة لمدة خمسة أيام للعاصمة السعودية الرياض، جعلتنا على تماس أكثر مع الزخم الفني والثقافي والسياحي الذي تعيشه مدينة اليمامة الزرقاء. استهللنا زيارتنا بحضور حفل «جوي أواردز» بنسخته الخامسة تلبية لدعوة MBC، حيث اختبرنا تجربة من الإبهار لا تنسى على السجادة الخزامية مع قوافل النجوم من كل أنحاء العالم. ليس الحفل وحده كان محط الأنظار، بل كل ما شهدناه من نهضة وتطور وحداثة مدمجة بالأصالة تبدأ منذ لحظة وصولنا كضيوف إلى مطار خالد الدولي الذي تجري توسعته على قدم وساق، مروراً بإعلانات الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية وصولاً إلى المشاريع السياحية الكبرى التي جعلتنا نحن الصحافيين القادمين إلى المملكة نعيش تجربة أليس في بلاد العجائب. ولعّل أكثر ما لفتني في هذه النهضة هو الاستثمار في الفن والثقافة، من خلال فعاليات موسم الرياض، وما يشهده من عروض مسرحية عالمية وعربية. فقبل يوم من زيارتنا كانت ليلة الحلم مع الممثل والمؤلف الموسيقي سير أنطوني هوبكينز الذي أهدى مقطوعة خاصة للمملكة. تلاها حفل «جوي أواردز» الذي تمكن منذ نسخته الأولى عام 2020، من ترسيخ هويته واسمه في صدارة المهرجانات الفنية العريقة، نظراً لما يتمتع به من إمكانات بشرية ومادية ضخمة وقيادة إبداعية لمايسترو الحدث المستشار تركي آل الشيخ، الذي لا يألو جهداً لتحويل كافة مرافق الترفيه إلى نقاط جذب سياحية، وثقافية، ورياضية وفنية تستقطب النجوم وعشاق الفن في كل أنحاء العالم. تشعر وأنت في قلب الرياض النابض بالحركة والحياة، أنك مقصّر عن اللحاق بركب مواسمها الجميلة وروزنامة الفعاليات المزدحمة بين موسم الرياض وموسم الدرعية الذي يعتبر بدوره حدثاً مهماً يحتفي بالتراث والثقافة الغنية للمملكة العربية السعودية. لعّل أجمل ما حققته هذه النهضة هو عولمة الفنون والدمج بين الشرق والغرب، وإحضار هوليوود وبوليوود إلى المملكة لنشهد خلطة إبداعية فريدة على مختلف المسارح، ولكم أن تتخيلوا ما فعله بنا دويتو محمد عبده وأندريا بوتشيللي في حفل «جوي أواردز» في أداء يقارب الإعجاز ودويتو وائل كفوري والمغني الكندي مايكل بوبليه الذي تحوّل بدوره إلى «ترند». خمسة أيام لم تكن كافية للحاق بنبض الرياض، غادرت العاصمة وكلّي أمل أن تكون لنا في بلادنا «رياض» ننعم فيها بثقافة الحياة بكل ما فيها من فنون وفكر إبداعي وتطور. * إعلامية لبنانية بقلم كاتيا دبغي *