ما يجعل فوز الشعلة هذه المرة مختلفًا على غريمه التقليدي الكوكب هو أن صورة اكتساح الكوكب بفريقه الأول وفئاته السنية وتمددها النفسي ظل يطارد الشعلة طوال الفترة السابقة وهو ما شكل ضغطًا رهيبًا جعل من الخطاب الشعلاوي متشنجًا ومنفلتًا ومأزومًا!. المباراة بمجملها لم ترتق ل (level) مسمى دربي هي مباراة أقرب وصف لها (تحدي) بين مجموعة من الأصدقاء في نطاقهم الجغرافي المحدود ولكنها تعتبر من المباريات الأبرز على مستوى الأندية الريفية والذي يضخ ناديان مثل العلا والدرعية الملايين من أجل الهروب من هذا القاع، وقد سبقهم لذلك نيوم وهو ما لا تمتلكه أندية غلبانه ومنهكة اقتصاديًا وتعيش على الكفاف وتتسول الدعم والأمنية أن تُخصخص أندية الكوكب والشعلة لمواكبة المرحلة والخروج من كونها أندية ريفية إلى أندية احترافية وذات مستوى إداري ومالي رفيع!. نجوم الشعلة ما أظهره لاعبو الشعلة على الرغم من كل الظروف الإدارية المحيطة والمحبطة لهم في هذه المباراة يستحق الاحتفاء والتقدير وهم فرسان الرهان بعد أن أخلفت (البشوت) وعدها تجاههم مما أضطرهم للإضراب عن أداء التمارين وإن حاول البعض أن يختطف النجومية منهم وينسبها لنفسه إلا أن الأداء الرجولي والوفاء منهم للشعار ورسم البسمة على محيا جمهور الشعلة هو هاجسهم وعنوانهم الأبرز الذي يجب من خلاله أن يرفع لهم العقال بالرغم من أن دفاع الشعلة كان يُضرب في كل كرة طويلة خلال أول 30 دقيقة من المباراة وبكل سهولة وهو أمر يُسأل عنه المدرب ولكن كان لرغبة اللاعبين (الذاتية) لرد اعتبارهم من هزيمة الدور الأول ولحارس الكوكب بوفون روندا والذي بدأ واضحًا من بداية المباراة عدم جديته واستهتاره في عدد من الكرات مما تسبب في ولوج هدف سهل واتبعه بدخول متهور وطرد من المباراة وعلى الكوتش درويش منح مكافأته لحارس الكوكب الذي مدد فترة تواجده حتى نهاية الموسم. وعلى الطرف الآخر يجب على إدارة نادي الكوكب معاقبته والخصم من مرتبه وهي الإدارة التي أتت متأخرة في قرار إقالة المدرب التونسي ماهر القيزاني واستعانتها بمواطنه عامر دربال بعد أن فقدت فرصة الصعود والمتابع الجيد كان يرى الفريق يؤدي مع القيزاني مستويات جيدة جدًا نعم هو لا يفوز ولكنه لا يخسر والشكل الفني العام للفريق أفضل مما هو عليه الآن ولكن ربما هناك أسباب غير فنية أدت أيضًا لإلحاق دربال بمواطنة!. ومضات رياضية * هناك معلومة تقول: إن الأستاذ ناصر الزعاقي والد رئيس الكوكب الحالي عندما كان رئيسًا للنادي في فترات سابقة لم يكن يحضر المباريات المهمة ويظل تحت ضغط وتوتر خارج الملعب حتى تنتهي المباراة يبدو أنها انتقلت بالوراثة لنجله يزيد!. * ساري دباس الدوسري أظن حان الوقت لتجهيزه لقيادة الكوكب في المستقبل القريب ما زلت أتذكره قبل 10 سنوات والآن أعتقد أصبح شابًا يافعًا فهو يملك بوادر شخصية قيادية ومن عائلة رياضية، في السابق كان يحرجهم على الرغم من صغر سنه أجزم أنه الآن سيكون «الذيب الذي يدرع في الغنم ولا يحسب حسابها»!. * ماجد المرحوم إداري الفريق الأول للشعلة ظهر متزنًا بل ومتانقًا في حديثه مع المُتميز فهد مدخلي ولا يُستغرب ذلك فهو رياضي حقيقي ومرتوٍ شهرة وتاريخا على خلاف بعض أحاديث التهريج، كذلك ظهرت غيرته وإيجابيته تجاه الفريق وهذا أمر يستحق عليه الإشادة. * (النَّقد) يكون للكبار الَذي تتوقع منهم الصَّواب ويقعون في الخطأ أما الصغار فيكون بالتَّوجيه والنُّصح والإرشاد لأنَّك تتوقَّع منهم الأخطاء لا الصَّواب مثلما يفعل المعلِّم مع طلَّابه والأب مع أبنائه فما بالك وهي تجتمع صغار ورياضة وإعلام بلا شك ستسمع ما لا قيمة له!. * كتب ما نصه «الجار لا يستفيد من رجيع الشعلة» وللأمانة هو محق وأكثر خبرة ودراية في رجيع الأندية، فالشعلة هو مؤسس فكرة الرجيع وصاحب السبق والأولوية بعد استقطاب كل رجيع أندية الهلال والنصر والشباب بل البعض منهم كان يتمرن في ساحة مواقف ملعب الملز وتم استقطابه وبالأسماء إذا أراد وكل ذلك من أجل تحقيق منجز حققه الكوكب وبسواعد وأقدام (أبناء الخرج) لا رجيع أندية الرياض!. * ممارسة الأستاذية والخبرة الرياضية والتلويح بصورة وأنت تحتضن درعا كان دورك كومبارس أمام الأسماء الفعلية التي حققته على شباب حديث عهد بالرياضة أفهمه عندما تكون معهم في حديث وجلسة ودية لكن عندما يكون للرأي العام نقول لك أنت غلبان رياضيًا في حضرة الرياضيين الحقيقيين!. * أعجبني من الجانب الشعلاوي المدافع عبدالمجيد العريشي ولاعب خط الوسط بندر القحطاني والذي يحتاج توظيفا جيدا للاستفادة من إمكانياته ومن جانب الكوكب المدافع محمد شرقي، فيما ظهر عيسى العمودي بوزن زائد ولا يليق بلاعب كرة قدم لكن يبدو أندية الريف لا تهتم بهذه التفاصيل فالمهم أن يُجيد الركض!. -سُأل أحدهم كيف ترى الرجال فقال: أراهم مثل الجبال فرد عليه: حتى هم يرونك مثلما تراهم وسئل آخر وأنت كيف تراهم فقال: مثل حبة الشعير فرد عليه: حتى هم يرونك مثلما تراهم!. حمود فالح السبيعي