بعيداً عن التعصب الرياضي المقيت، وبعيداً عن الميول المنجرف، وبالنظر للأسباب والدوافع سأتحدث عن السبب الرئيس لهبوط الكوكب وتأرجح الشعلة في منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، هذا الاسم الكبير، والحمل الثقيل على كواهل أندية الدرجة الأولى، إزاء ما يتلقونه من دعم كبير من لدن حكومة خادم الشريفين وولي عهده الأمين الشاب الطموح المجنح بفكره ورؤيته المشرقة، فالهبوط من هذه الدرجة تعني خسارة شيء كبير لا يقدر بثمن، لذا تشهد في منافسات الجولات الثلاث المتبقية طحناً وكسر عظم وحضور فخامة وانتصارات كبرى وزلزلة عروش ومفاجآت موجعة ودموع وداع وصراخات استحقاق، وبعد كل هذا نسأل: لماذا هبط الكوكب والشعلة يتأرجح؟ فإذا كان أغلب الفرق تتلقى الدعم نفسه، فمعنى ذلك أن القيادة لم تتأخر، بل أذكت روح المنافسة من خلال (الحوكمة) وما تتلقاه الأندية المصنفة ضمن الحوكمة من دعم إضافي، صحيح أن الأندية الهابطة من دوري الممتاز تكون ميزانياتها كبيرة وخزائنها ملأى، ويكون لها أثر في سير بعض مراحل الدوري، وخطف بعض نجوم الفرق الصغيرة أو (التي لا تملك الأموال الكثيرة) إلا أن الأمر يعتبر محدوداً نوعاً ما، فما السبب يا ترى؟ في الحقيقة إن المتأمل في أندية الخرج، وما يردده رؤساء أنديتها كثيراً في تصريحاتهم ولقاءاتهم، تشهد شحاً في الدعم المالي من الشركات والمؤسسات الأهلية ورجال الأعمال، وما تراه ما هو إلا شيء يسير مقارنة ببعض الأندية التي توجد في مناطق أخرى ومحافظات أخرى، فلذلك شوهد الفارق رغم كل الإمكانيات والكوادر الرياضية. وبالحديث عن الكوادر والطاقات الشبابية فالخرج كانت ولا تزال ولاّدة للنجوم والمواهب التي ترصع سماء الإنجازات للمنتخب السعودي في شتى الرياضات والألعاب، ومن ينسى شايع النفيسة وسليمان الطفيل وماجد الطفيل وفرحان الفرحان وخالد الفرحان ومحمد العنبر وماجد المرحوم والكثير الكثير، وحتى يومنا هذا فمن سجل أهداف كأس العالم لذوي الاحتياجات وحمل كأس العالم هو الكابتن عبود عايض من أبناء الخرج ولعب بأنديته كلها. وإذا أردنا أن نعرف سبب هبوط الكوكب وتأرجح الشعلة، فيجب أن نفصل حديث كل على حدة، فالكوكب بحاجة لوقفة محبيه للعودة ثانية، ووقفة صادقة من القيادات الرياضية لاستكمال منشآته حتى يستطيع تقديم الصورة الأفضل، فهذا الاسم الكبير ليس ملكاً لأحد ولا لجهة بل ملك لكل المحبين للكيان والعاشقين المغرمين، ومتى ما وقفوا على الأسباب وصححوا الخطأ فلديهم من الخبرة ما تعيدهم. أما الشعلة والذي يختلف قليلاً بسبب منشأته العملاقة، ودعم الحوكمة المستمر، وخبرة رئيسه الذهبي الحالي الأستاذ فهد الطفيل التي تمتد لأكثر من 22 عاماً في مجالس إدارتها، لكنه هذا العام وبسبب عدم الاستقرار الإداري كونه فوجئ بقرار (الأهلية الأكاديمية) التي لا تسمح بإدارة النادي إلا لحملة البكالوريس، وهو قرار موفق ولكنه جاء بدون تدرج، الأمر الذي قتل الطموح لدى الطفيل، وهو يعرف أنه راحل لا محالة، وأنا ومن خلال قربي من البيت الشعلاوي، وثقتي بأمير الشباب الطموح، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، أطالب بإعطائه الثقة واستثنائه لهذه الفترة على الأقل حتى يتمكن من نفع وخدمة الرياضة الوطنية، خاصة أنه تميّز في مواضع كثيرة، واستطاع رغم الظروف الحصول على دعم الحوكمة، وقادر على تقديم الأفضل، وليس قصوراً بالموجودين، ولكن قلما تجد عاشقاً ومغرماً ومشجعاً ومدرباً وإدارياً ورئيساً كالطفيل، فهل يفرحنا سموه كما مدد للمجلس المنتهي حتى آخر الموسم، بقرار استثناء الطفيل لمدة أربع سنوات؟ سعود الضحوك