قد ترفع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار الخام للمشترين الآسيويين في مارس إلى أعلى مستوى في أكثر من عام بعد أن هبطت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوى في أكثر من عام في منتصف يناير. ارتفعت أسعار النفط الخام مطلع الأسبوع مع ارتفاع الطلب من الصينوالهند وتعطيل العقوبات الأميركية للإمدادات الروسية. وقالت مصادر تكرير آسيوية، إن سعر البيع الرسمي لشهر مارس للخام العربي الخفيف الرائد قد يقفز بمقدار 2-2.50 دولار للبرميل مقارنة بشهر فبراير. وتتوقع مصادر أخرى ارتفاعًا بمقدار 3 دولارات للبرميل عبر جميع الدرجات. وأظهرت البيانات أن هذا يشير إلى أن سعر الخام العربي الخفيف في مارس قد يرتفع إلى علاوة لا تقل عن 3.50 دولارات للبرميل فوق متوسط أسعار عمانودبي القياسية، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2024، من علاوة فبراير البالغة 1.50 دولار للبرميل. وأظهرت البيانات أن زيادة 2 دولار للبرميل في العلاوة من شأنها أيضًا أن تمثل أكبر زيادة شهرية منذ تحديد أسعار البيع الرسمية لشهر أغسطس 2022. وأظهر المسح أن أسعار البيع الرسمية لشهر مارس للدرجات الأخرى في البلاد -العربي الخفيف جدًا والعربي المتوسط والعربي الثقيل- من المتوقع أن ترتفع بمقدار 1.80 دولار على الأقل. تتبع هذه التوقعات عمومًا التغيير في هيكل السوق لأسعار دبي للشهرين الأول والثالث. وأظهرت البيانات أنه حتى الآن في يناير، اتسع التراجع في سوق دبي بمقدار 2.05 دولار للبرميل عن الشهر السابق. والتراجع هو هيكل السوق عندما تكون الأسعار الفورية للسلعة أعلى من الأشهر المستقبلية، مما يشير إلى نقص العرض أو ارتفاع الطلب. ومع ذلك، قد تكون المكاسب في الأسعار المستقبلية مقيدة نظرًا للطلب الضعيف والهوامش الضئيلة بين المصافي الآسيوية، كما قال بعض المستجيبين. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في 10 يناير عن عقوبات أخرى تستهدف المنتجين والناقلات وشركات التأمين الروسية، مما أدى إلى تعطيل الإمدادات من ثاني أكبر منتج في العالم وتشديد توافر السفن. دفع ذلك المصافي الصينيةوالهندية إلى البحث عن شحنات بديلة ودفع علاوات الأسعار الفورية لخامات عمانودبي إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2022. ووافقت أوبك +، التي تضخ حوالي نصف نفط العالم، في أوائل ديسمبر على تأجيل بدء زيادات إنتاج النفط لمدة ثلاثة أشهر حتى أبريل ومددت فك التخفيضات بالكامل لمدة عام حتى نهاية عام 2026. وستجتمع المجموعة في 3 فبراير وسط دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض أسعار النفط. وعادة ما يتم إصدار أسعار البيع الرسمية للخام السعودي في حوالي الخامس من كل شهر، وتحدد اتجاه أسعار إيران والكويت والعراق، مما يؤثر على حوالي 9 ملايين برميل يوميًا من الخام المتجه إلى آسيا. وتحدد شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية أسعار خامها بناءً على توصيات العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر الماضي، بناءً على العائدات وأسعار المنتجات. ولدى أرامكو خمسة أنواع رئيسة من النفط الخام وهي العربي الخفيف، والعربي الخفيف جداً، والعربي الخفيف الممتاز، والعربي المتوسط والعربي الثقيل. ويمتاز الخام العربي الخفيف الممتاز بدرجة كثافة تزيد على 40 دائما، فيما يتميز الخام العربي الخفيف جدًّا بدرجة كثافة تتراوح بين 36 و40، والخام العربي الخفيف بدرجة كثافة بين 32 و36، والخام العربي المتوسط بكثافة بين 29 و32 درجة، أما الخام العربي الثقيل فكثافته تقل عن 29 درجة. وتسعى شركة أرامكو السعودية، إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، جاهدة لتوفير طاقة موثوقة وأكثر استدامة وبأسعار معقولة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتحقيق القيمة لمساهميها عبر دورات الأعمال من خلال المحافظة على ريادتها في إنتاج النفط والغاز ومكانتها الرائدة في مجال الكيميائيات، وبهدف تحقيق القيمة من خلال سلسلة منتجات الطاقة وتنمية محفظتها بشكل مربح. وأبلغت وكالة إس آند بي جلوبال، في مؤشراتها للنفط، يوم الأربعاء، بأن شركة أرامكو السعودية اشترت أول شحنة لها من خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، وهو نوع من النفط الخام الأميركي يدعم معيار برنت العالمي. استحوذت أرامكو على الشحنة يوم الثلاثاء في ما يسمى بنافذة تداول بلاتس، حيث اشترت من شركة التداول غونفور بلاتس، وهي قسم من إس آند بي جلوبال. وقال جويل هانلي، المدير العالمي لأسواق النفط الخام ووقود الزيت في إس آند بي، عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء، إن هذه كانت أول عملية شراء لأرامكو لخام غرب تكساس الوسيط في النافذة. وانخرط المزيد من اللاعبين في تداول الخام الذي يمكن أن يحدد سعر برنت عبر بلاتس منذ أن أضافت خام غرب تكساس الوسيط إلى المعيار في عام 2023. وأرامكو، التي كانت توسع نشاطها التجاري، تداولت خام غرب تكساس الوسيط لأول مرة في فبراير الماضي، كبائع. وقال آدي إمسيروفيتش، مدير شركة الاستشارات ساري كلين إنرجي وتاجر النفط المخضرم الذي كتب على نطاق واسع عن خام برنت: "تعمل شركات النفط الوطنية على بناء نشاط تجاري لجمع المعلومات وزيادة الدخل". وقال: "اتخذت أرامكو قرارًا واضحًا بالانخراط بشكل أكبر في التداول - سنرى المزيد والمزيد من هذا." وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أنه يرى سوق النفط بصحة جيدة ويتوقع 1.3 مليون برميل إضافية يوميًا من الطلب هذا العام. ويعد خام غرب تكساس الوسيط، ميدلاند أحد ستة درجات من النفط الخام التي تقيمها بلاتس والتي يمكنها تحديد قيمة خام برنت المؤرخ، وهو جزء من مجمع برنت الأوسع نطاقًا المستخدم لتسعير أكثر من ثلاثة أرباع النفط المتداول في العالم. ويتم تحديد سعر خام برنت المؤرخ بأرخص الخامات الستة، وغالبًا ما يلعب خام ميدلاند، وهو الأكبر من بين الخامات الستة، دورًا في تحديد قيمته. الخامات الخمسة الأخرى هي خامات بحر الشمال. من جهتها، قالت شركة إس-أويل الكورية الجنوبية، التي تعد أرامكو السعودية المساهم الرئيسي فيها، إنها تتوقع استقرار هامش التكرير في الربع الأول بسبب انخفاض الصادرات من الصين وزيادة الطلب الموسمي. وقالت الشركة إنها قامت بتشغيل وحدات تقطير الخام في مصفاة النفط التي تنتج 669 ألف برميل يوميًا في مدينة أولسان بجنوب شرق البلاد خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر بنسبة 91 % من الطاقة، مقارنة بنسبة 93 % خلال عام 2024 بأكمله. وقالت شركة إس-أويل في عرض أرباح إنها تخطط لإغلاق وحدة تكسير الخام رقم 1 في وقت ما في عام 2025 للصيانة المجدولة. ومن المقرر إن تنخفض إمدادات النفط الخام السعودية إلى الصين في فبراير مقارنة بالشهر السابق. وأظهرت إحصاءات توزيعات المصافي الصينية أن شركة أرامكو السعودية للنفط ستشحن نحو 43.5 مليون برميل في فبراير إلى الصين، بانخفاض عن 46 مليون برميل في يناير، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر. وأعلنت شركات النفط الوطنية الصينية سينوك، وبتروتشاينا، والمصفاة الخاصة هينجلي للبتروكيميائيات أنها سترفع كميات أقل من الخام في فبراير، في حين ستزيد أرامكو السعودية إمداداتها إلى سينوبك وسينوكيم. وكانت أرامكو قد رفعت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرائد لفبراير بمقدار 60 سنتا إلى 1.50 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي القياسي. وجاء ارتفاع أسعار الخام العربي الخفيف لآسيا أعلى قليلا من توقعات السوق. وتعتبر المملكة العربية السعودية ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين بعد روسيا. ورفعت أرامكو أسعار فبراير للمشترين في شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بنحو 1.30 دولار للبرميل لجميع الدرجات الخام، لكنها خفضت أسعار البيع الرسمية للدرجات التي تبيعها للولايات المتحدة بنحو 30-40 سنتا للبرميل. وكانت الزيادة في سعر الخام العربي الخفيف لآسيا أعلى قليلا من الزيادة المتوقعة بنحو 20-50 سنتا وفق مصادر تكرير آسيوية. وعزا المتعاملون الزيادة الأكبر من المتوقع إلى الارتفاع الحاد في علاوة الأسعار الفورية خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر. وفي الشهر الماضي، تعافت علاوة الأسعار الفورية لخامات الشرق الأوسط المحملة في فبراير بعد أن بلغت أدنى مستوياتها في عام في الشهر السابق، مدفوعة بعدم اليقين بشأن الإمدادات الإيرانية والروسية. وارتفع سعر الخام الإيراني المباع للصين إلى أعلى مستوى له منذ سنوات حيث أدت العقوبات الأميركية الجديدة إلى تشديد سعة الشحن وزيادة تكاليف الخدمات اللوجستية. وفي الهند، تشتري مصافي الدولة المزيد من الخام من الشرق الأوسط للتعويض عن انخفاض المعروض من النفط الروسي الأرخص. وقالت مصادر إن أسعار الخام في الشرق الأوسط قد تظل مدعومة في الأمد القريب مع المزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا. وهناك بعض المخاوف المستقبلية بشأن شحنات النفط الإيرانية والروسية مع احتمال فرض عقوبات أقوى على كلا المنتجين. وتتوقع جولدمان ساكس أن ينخفض إنتاج إيران وصادراتها بحلول الربع الثاني نتيجة للتغييرات السياسية المتوقعة والعقوبات الأكثر صرامة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقالوا إن إنتاج منتج أوبك قد ينخفض بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 3.25 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثاني. وخفضت مصافي التكرير الأوروبية وارداتها من روسيا وزادت مشترياتها من النفط الأميركي والشرق الأوسط بعد غزو روسيالأوكرانيا. كما أدت الهجمات على السفن في البحر الأحمر إلى ارتفاع تكلفة الشحن من الشرق الأوسط. يشار إلى أنه بلغ إجمالي إنتاج شركة أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 12.7 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، في الربع الثالث 2024. وواصلت الشركة المضي قدًما في تنفيذ عدد من المشاريع للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للشركة عند مستوى 12.0 مليون برميل في اليوم، والمحافظة على قدرتها المميزة على الاستجابة السريعة لظروف السوق المتغيرة. وتشمل المشاريع، بدء أعمال حقن المياه اللازمة لدعم المكمن وإنتاج النفط الخام ضمن مشروع تطوير حقل الدمام حسب الجدول المقرر. وتتواصل الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية، التي ستزيد الإنتاج بواقع 50 ألف برميل في اليوم من النفط الخام في عام 2027. وشملت المشاريع، استمرار أعمال الشراء والإنشاء في مشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل المرجان، الذي يتوقع أن يضيف طاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل في اليوم في عام 2025، ومشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل البري، الذي يتوقع أن يضيف طاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف برميل في اليوم في عام 2025. فيما تم إحراز تقدم على صعيد أعمال الهندسة والشراء والإنشاء في مشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل الظلوف، ومن المتوقع أن يعالج 600 ألف برميل في اليوم من النفط الخام من حقل الظلوف في عام 2026.