أثناء تصفح جريدة "الرياض" يوم الجمعة 24 يناير شدني مقال للكاتب الأستاذ عبدالعزيز بن سليمان الحسين بعنوان (المقاهي القديمة ملتقى الشعراء بجدة التاريخية )، تحدث قائلاً: (من المؤكد أن المقاهي القديمة في جدة كانت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والثقافية، حيث مثّلت ملتقى يجمع المثقفين، والشعراء، والتجار، وكافة شرائح المجتمع من سكان المدينة وزوارها. ولم تكن هذه المقاهي مجرد أماكن لتناول المشروبات فحسب، بل كانت فضاءً ينبض بالحياة، يجمع بين التواصل). هذا كان حال المقاهي الشعبيه قديماً، وتدرجت حتى أصبحت الحلقات الثقافية تدار خلف الأبواب المغلقة في الصالونات الثقافية الأدبيّة التي تعتبر مقرًا يستضيف فيه مجموعةً من المثقفين لتبادل المعارف والحوارات الثقافية والأفكار وتعتبر امتداداً للمجالس الأدبية الثقافية القائمة. وبلا شك فإن انتشار الصالونات الأدبية من أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية وقامت بمجهودات شخصية بمجموعة أفراد أو مجهود فردي ودعمها ماديًا ومعنويًا في سبيل تعزيز الثقافة وازدهارها في المملكة، وقد حققت تلك الأحداث إنجازات عديدة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية. وفي ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبإشراف من وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال الشريك الأدبي تأتي هذه الخطوة المهمة لتعزيز مكانة الثقافة في المملكة، وباستعادة المقاهي الثقافية وهجها الثقافي في خدمة الثقافة والأدب، وبطرح المواضيع والمناقشات الهادفة والخروج بفكرة جديدة أو معلومة تخدم جميع القضايا المطروحة في النقاش سواء اجتماعية أو ثقافية أو فنية وغيرها من القضايا المهمة، والتي تعد منبعاً لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار والآراء، وتعد أهدافها وأعمالها من أهم القضايا التي تخدم الحراك الثقافي والدور الفاعل في البناء الثقافي والحضاري. وأصبحت المساعد الأول للحراك الثقافي بإقامة فعاليات ثقافية في مختلف المجالات بالتعاون مع المقاهي الثقافية المشاركة التي كان لها دور كبير وفعال باحتضان هذه الفعاليات، وتقديم الدعم والتشجيع لها، وتجهيز صالات لاستقبال الضيوف، وتسخير كل الإمكانيات التي تقدمها لهم لإنجاح الأمسيات الثقافية المختلفة من خلال تقديم وتنظيم الفعاليات المختلفة والارتقاء بالمجتمع، وتنميته فكرياً وواقعياً، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وتتميز المقاهي الثقافي بأنها تحتوي على عنصر المشاركة والحوار بين الحضور والضيوف المشاركين مما يحفز الحضور للمناقشة والإبداع والابتكار والخروج بفكرة أو فائدة أو معلومات مفيدة هادفة، وتسليط الضوء على أهمية الثقافة من خلال ربط وتبادل العلاقة بين المثقفين والحضور وتقريب وجهات النظر بينهم وتدريبهم على حسن الاستماع وآداب الحوار وتعزيز الحوار والتقارب الفكري بين جميع الأجيال. وباستعراض القضايا الاجتماعية المعاصرة في محاولة لإيجاد حلول لها والتأكيد على تأصيل الثقافة السعودية وتعزيز الهوية الوطنية والمشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية.