نقلةٌ نوعية، غير مسبوقة، تشهدها المشاعر المقدسة، بعرفات ومنى ومزدلفة، تقودها الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف تهيئة المشاعر المقدسة، وحماها وهي مساحات الأراضي المتاخمة لها، ورفع مستوى الجذب لها عن طريق الاستخدام الأمثل على مدار العام وجعلها مركزا حضريا مستداما، إضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين من أداء فريضة الحج على أكمل وجه. جولة "الرياض" الصباحية، لأكثر من أربع ساعات في المشاعر المقدسة كشفت، أن ثمة جهود عملاقة، لمشروعات كبيرة، حولتها لخلية نحل حيث انتشار مئات المعدات، وآلاف العمال، لتنفيذ مشروعات تنموية جديدة، تهدف إلى تطوير، وإدارة الخدمات وصيانة المرافق، طوال العام بجودة عالية، وصولاً إلى رفع كفاءة التشغيل بمواسم الحج، من خلال مشروعات استراتيجية، لاستبدال الشبكات الجوفية والعلوية، لخدمات المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، والتكييف، والتبريد، والأمن والسلامة والأنترنت، والطرق، ودروات المياه، ومجمعات الخيام بتجهيزات مبتكرة. وتتركز أكثر المشروعات على تطوير المخيمات في منى وتطوير دورات المياه النموذجية بمنى ومزدلفة وتطوير وتحسين المنطقة المجاورة لجبل الرحمة بعرفات، بمسطحات خضراء ومواقف منظمة. ولعل من بين المشروعات النوعية التي وقفت عليها الرياض، مشروع تخفيف أثر الإجهاد الحراري بمسجد نمرة بمشعر عرفات، أحد أكثر المواقع في مشعر عرفات زحاما من الكثافة البشرية، ويتضمن المشروع المجاور لمسجد نمرة من الجهة الشرقية، تنفيذ منطقة بمساحات كبيرة، عبارة عن استراحات مفتوحة للحجاج، تتكون من مضلات بعلو كبير، وبأشكال ثلاثية بأقمشة تخفض حرارة أشعة الشمس، مع زراعة أعداد هائلة من الأشجار وارفة الظلال، لخلق بيئية مريحة للحجاج، في ذروة زحام الحشود، من مختلف دول العالم ومن بيئات لم تتعود على الطقس الحار. وتتولى شركة كدانة للتنمية والتطوير، وهي ذراع التطوير والاستثمار للهيئة الملكية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة قيادة وتصميم وتطوير العقارات في المشاعر المقدسة، وتنفيذ وتطوير البنية التحتية، والأماكن العامة، للتأكد من ضمان جاهزيتها على أكمل وجه في كل موسم حج، مع العمل مع الجهات ذات العلاقة على توحيد نطاق الأعمال في المشاعر وتطبيق أعلى معايير الجودة لسلامة الحجاج وتحسين الخدمات المقدمة. وذكرت مصادر في إدارة التسويق في كدانة ل"الرياض" أن هناك عشرات الفرص الاستثمارية المتاحة أمام شركات القطاع الخاص ومؤسسات القطاع الثالث (الخيري) من فرص استثمارية طويل الأجل وأخرى داخلة في حمى المشاعر المقدسة، تمتد لعدة سنوات لبناء مبانٍ استثمارية فندقية وصحية وتجارية، ولاستئجار وحدات تجارية بمساحات مختلفة لتوفر مناطق تجارية منظمة تخدم الحجاج، وتحقق الارتقاء بجودة المرافق والخدمات وتحسين تجربة ضيوف الرحمن وتسعى لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين من أداء مناسك الحج. ومن ثمار المشروعات النوعية بالمشاعر المقدسة مشروع تطوير وتحسين المناطق المجاورة لجبل الرحمة، وهي المنطقة التي أصبحت واجهة يومية للمعتمرين هذه الأيام، ويحتوي المشروع الذي تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، على مجموعة من الخدمات ومواقف عامة للباصات وأخرى لسيارات الزائرين، وتطوير دورات المياه الحالية، وإنشاء دورات مياه جديدة، إلى جانب إنارة الجبل والمنطقة المحيطة به، وتطوير وتحسين أعمدة تلطيف المناخ ومشارب المياه، كما سيوفر المشروع مناطق خضراء وجلسات ومساحات لرياضة المشي، إضافة لنقاط بيع مطاعم ومقاهٍ، وعمل منظومة إرشادية، ومنصات لقنوات التلفزيون، وإنشاء أبراج مراقبة أمنية، وتجهيز مواقع مخصصة للجهات الحكومية لخدمة الحاج والزائر. محلات تجارية مطورة بالمشاعر المقدسة إقبال كبير من المعتمرين