كنت قد كتبت مقالاً تحت عنوان: (محافظات المناطق والخطط الاستراتيجية)؛ وقد تطرقت فيه إلى ضرورة العمل بالخطة الاستراتيجية قصيرة المدى أو طويلة المدى، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع مناطق المملكة التي أصبحت في مصاف المدن المتقدمة في جميع المجالات، الأمر الذي جعل أكثر مدن المملكة تحصل على شهادات عالمية في مجال البناء والتطوير والبيئة الصحية النظيفة في كل عام من قبل المنظمات الدولية في تلك المجالات. وما أنا بصدده حول هذا الموضوع هو ما شاهدته من عمل متسارع في ربط محافظات ومدن ومراكز منطقة الرياض بالإنارة على الطرق الواصلة بين تلك المدن على مراحل متباعدة ولكنها سريعة جداً، فعندما توجهت مع طريق الملك خالد باتجاه الشمال مروراً بمركز صلبوخ ثم القرينة ثم محافظة حريملاء، وجدت أن الطريق بالكامل قد اكتمل بهذا العقد الفريد الذي أضاء لنا الطريق رغم طول المسافة، ثم وجدت العمل المتسارع في نفس هذا العمل من قبل بلدية ثادق حيث اكتمل المشروع حتى الطريق الواصل بين حريملاء وثادق، وبعده بقليل بدأ العمل من هذه النقطة إلى مركز رغبة وإلى الطريق المتجه إلى مشاش السهول، ثم رأيت العمل يجري على قدم وساق من تلك النقطة كذلك إلى مدينة الذهب الأبيض (القصب). واستمر هذا العمل بهذه الأعمدة الجميلة والإضاءة القوية إلى محافظة شقراء، وبذلك يكتمل هذا العقد الذي تم تنفيذه على مراحل متواصلة وسريعة تدل على التخطيط الاستراتيجي في تلك الأعمال حيث تقدر هذه المسافة بأكثر من 200 كيلو متر تقريباً، وهذا عمل رائع وجبار. وسنرى جميعاً التنافس الجميل والمفرح بين بلديات تلك المحافظات التي باتت تشكل الجزء المهم في حياة كل مواطن ومقيم وزائر، وتعكس الصورة الجميلة التي نفتخر بها لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، والتي بدأنا نقطف ثمارها في جميع المجالات؛ فالطرق هي شريان الحياة وهي أهم عنصر في التنمية وهي عنصر أساس في الأمن والراحة والتنقل بين المدن والقرى وهي بمثابة الرافد الاقتصادي لتلك المدن والقرى، وهي التي تربط بين الناس لتحقيق التواصل والترابط الاجتماعي، فكلما تحسنت وتطورت الطرق كلما ازدهرت المدن اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتجارياً، وأنا أجزم بأن معظم مدن المملكة تنال هذا الاهتمام من لدن حكومتنا الرشيدة، والمسؤولون في البلديات الأخرى يقومون بهذا العمل بكل اهتمام واقتدار، فشكراً لكل من ساهم وعمل في تطوير هذا البلد المعطاء، وشكراً لك مسؤول بذل وقته وجهده في خدمة هذا الوطن المعطاء تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي