قد يقضي كثير من الناس حياته في التأمل والانتظار دون أن تكون لديهم الجرأة والشجاعة لدخول حلبات السباق أو المغامرة في ولوج محيطات الحياة وغاباتها الكثيفة، صحيح إن الأحلام والتمنيات والآمال ضرورية في حياتنا لكنها معركة غير متكافئة مع الحياة حسب وجهت نظري لم يكمل تلك الأحلام والأمنيات إلا قوة الإرادة والشجاعة والقفز عالياً فوق الصخور والأشواك، فلن تنال المجد حتى تلعق الصبر والمر ومن يبقى نائماً أو جالساً فوق الأرض فلا خوف عليه من السقوط ومثلما تعرف الأشجار من ثمارها تعرف الرجال من أعمالها أن المعرفة والحكمة قوة رهيبة إذا عرفنا كيف نستخدمها تبقى الكتب على مر العصور الجسد الذي يحفظ لنا روح العلم والمعرفة والثقافة والوعاء الذي يمنع الأفكار من التبخر والزوال، إذ لولاها ما وصلت إلينا حضارات العالم وثقافات الشعوب، فمقياس البشرية وتطورها هو نمو الإنسان وتطوره على مرور الأزمان لا يثمر الكلام الطيب إلا في النفوس الكريمة، ولا يقهر الظلم إلا العدل والصدق والأمانة لمن ائتمنك سواء في عمل الدولة أو في كل عمل في أوج الحياة حافظ عليها قال تعالى: (إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً). البعض يتباهى بالظلم والجور للأسف، ويتناسى أنه سيجد من يحاسبه على أعماله وما قدمه طيلة حياته؛ فمنهم من يرجع إلى أرذل العمر وما زالت سلوكياته تتسم بالنميمة والنفاق والوشاية والظلم والإشاعات الكاذبة والكراهية والحسد؛ وجميعها مدمرة للإنسانية. وقانا الله وإياكم من شرورها. محمد بن أحمد الناشري