أحياناً نتمنى أن نصل إلى طموحاتنا وآمالنا لنلحق بالركب، كثير من الشباب يتطلع إلى أن يرقى إلى المعالي، والمجد لن تناله حتى تلعق الصبر، تواجهنا بعض العقبات والمنغصات وتنغص علينا حياتنا وسعادتنا وتجهض بعض أحلامنا وآمالنا وطموحاتنا، ولكن لا نستسلم لتلك المعوقات وأن يكون يقننا أولاً بالله على صدق أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله. المعرفة والحكمة وجهان لعملة واحدة قد يقضي كثير من الناس حياته في التأمل والانتظار دون أن تكون لديهم الجُرأة والشجاعة لدخول حلبات السباق أو المغامرة في ولوج محيطات الحياة وغاباتها الكثيفة، صحيح أن الأحلام والتمنيات والآمال ضرورية في حياتنا لكنها معركة غير متكافئة مع الحياة حسب وجهت نظري لم يكمل تلك الأحلام والأمنيات إلا قوة الإرادة والشجاعة والقفز عالياً فوق الصخور والأشواك، فلن تنال المجد حتى تلعق الصبر والمر ومن يبقى نائماً أو جالساً فوق الأرض فلا خوف عليه من السقوط ومثلما تعرف الأشجار من ثمارها تعرف الرجال من أعمالها، إن المعرفة والحكمة قوة رهيبة إذا عرفنا كيف نستخدمها، تبقى الكتب على مر العصور الجسد الذي يحفظ لنا روح العلم والمعرفة والثقافة والوعاء الذي يمنع الأفكار من التبخر والزوال إذ لولاها ما وصلت إلينا حضارات العالم وثقافات الشعوب، فمقياس البشرية وتطورها هو نمو الإنسان وتطوره على مرور الأزمان لا يثمر الكلام الطيب إلا في النفوس الكريمة ولا يقهر الظلم إلا العدل والصدق والأمانة لمن ائتمنك سواء في عمل الدولة أو في كل عمل في أوج الحياة حافظ عليها قال تعالى:(إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً). البعض يتباهى بغمط الحقوق وأكل حقوق الغير دون اكتراث بالضعفاء والمساكين والفقراء الذين ذهبوا ضحيتهم؛ أفلا يعلم قوله تعالى: (ومنكم من يُردّ إلى أرذل العمر)؟ النميمة والنفاق والوشاية والظلم والإشاعات الكاذبة والكراهية والحسد هي آفات ونقائص وأمراض مدمرة للإنسانية فاجتنبوها، وتذكّروا بأنها من معوقات الرقي إلى التسامي الخلقي وارتقاء المعالي.