بعد يوم مُتعب مع أحدهم، حيث يسود علاقتهما عدم الانسجام، وقد تصل إلى مرحلة الكُره، قرّر أن يذهب إلى فراش النوم علّه يرتاح من هذا العناء، لتأتي المفاجأة في الحِلم، هذا الشخص يظهر أمامه مبتسماً! وآخر حدث بينه وبين أحد أقاربه مشكلة وصلت إلى المحاكم، ليعيش أوقاتاً عصيبة، يدخل إلى منزله قاصداً السرير، في محاولة للهروب من هذا الواقع المؤلم، يضع رأسه على المخدة، فيرى في حِلمه أنه يُقاد للسجن! وعندما نتمعّن بما ذُكر، فإننا نلاحظ أن القسوة لا يمكن حصرها بالأفراد، أو العلاقات، أو حتى الظروف، فهناك قسوة من نوع آخر، ألا وهي "قسوة الأحلام"، تزورك على شكل ضيف "ثقيل طينة"، يظهر في حلمك، يحاول أن يحرمك الاستمتاع بنومك على الشكل الصحيح. وهنا، لا بد أن نتجاوز ذلك، بعدم تضخيم الأمور في حياتنا، وكذلك المواقف، فمن يُحب يجب أن لا يتأثر بغياب من يعشقه، حتى ولو كان ذلك صعباً عليه؛ لأنه لو علّق أوقاته بالتفكير فيه، فإنه سيصاحبه في سيارته، وفي منزله، بل وفي جلساته وزياراته، حتى يصل إلى اختراق أحلامه. أيضاً من يكره فإن ذلك سيأخذ مساحة كبيرة من ذاكرة عقله، وعاطفة قلبه، وقد تظهر علامات عدم الرضا باديةً على وجهه، فتزداد الأمور سوءاً برؤية هؤلاء الأشخاص في الأحلام، ليستيقظ خائفاً، مرعوباً، ومتفاجئاً بأنهم يلاحقونه في لحظات كان من الأولى أن يرتاح فيها. إن قسوة الأحلام لا يمكن أن تحدث لو استطعنا التحكم بمشاعرنا، بعدم الانجراف نحوهم -حُباًّ أو كُرهاً-، مع إشغال أوقاتنا بكل ما هو مفيد، بالقراءة، أو متابعة كل ما هو جديد سواء في الرياضة، أو الثقافة، أو الأدب؛ لأنه غالباً من لديه وقت فراغ طويل فإنه سيكون عرضة للاستسلام للتفكير السلبي، وقد يرافقه إلى أبعد مدى متجاوزاً الواقع إلى النوم والأحلام. وأخيراً من المهم عدم إغفال أذكار الصباح والمساء، والالتزام بجدول نوم ثابت -وتحديداً في الليل-، كذلك لا بد من التغذية السليمة بعدم الإكثار من الأكل قبل الذهاب للفراش، إضافةً إلى ضرورة مزاولة الرياضة أو المشي، وأخيراً لا تُكثر من أوقات القيلولة. منيف العتيبي