قال سكان ومقاتلون إنه تم إجلاء عائلات ضباط جيش خدموا في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من مساكنهم المدعومة داخل تجمع سكني لإفساح المكان لأفراد من المعارضة المنتصرة وعائلاتهم. ويعد تجمع معضمية الشام، الذي يؤوي مئات الأشخاص داخل أكثر من 12 مبنى، واحدًا من عدة تجمعات خُصصت للضباط في عهد الأسد. ومع إعادة هيكلة الجيش بالقوات التي كانت من المعارضة، وتسريح الضباط الذين خدموا في عهد الأسد، لا تشكل عمليات إخلاء مساكن الضباط أي مفاجأة. وقال ثلاثة مقاتلين في التجمع السكني وأربع نساء يقمن هناك ومسؤول محلي يجهز الوثائق للمغادرين إن عائلات الضباط أُعطيت مهلة خمسة أيام للمغادرة. ولم يرد المتحدث باسم هيئة تحرير الشام على طلبات للتعليق حتى الآن. نازحون تترقب الأنظار بشدة أي مؤشر على كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع قوات النظام السابق وحقوق ملكية العقارات في بلد شهد نزوح ملايين السكان منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011. وظهر أحمد الشرع، قائد الإدارة الجديدة في سورية، في مقطع مصور في وقت سابق من هذا الشهر وهو يطلب من سكان المنزل الذي كانت تسكنه عائلته في دمشق إخلاءه للسماح لعائلته بالعودة إليه. وبدأت بعض عائلات قوات النظام السابق التي تسكن قرب مجمع معضمية الشام في الرحيل، أما الوحدات المدعومة فيتم إجلاء القوات منها. تعيين وزير دفاع جديد أعلنت السلطات السورية الجديدة الثلاثاء تعيين القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، وزيرًا للدفاع في الحكومة الجديدة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "القيادة العامة تعلن تعيين اللواء المهندس السيد مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة بالجمهورية العربية السورية". وجرى ترفيع أبو قصرة إلى رتبة "لواء" قبل يومين في مرسوم أصدره القائد الجديد للإدارة في سورية أحمد الشرع. ويتوّلى أبو قصرة (41 عامًا) منذ خمس سنوات القيادة العسكرية لهيئة تحرير الشام التي قادت إلى جانب فصائل أخرى الهجوم الذي أطاح بشار الأسد في الثامن من ديسمبر. وخلال مقابلة مع "فرانس برس" في 17 ديسمبر، استخدم أبو قصرة اسمه الحقيقي للمرة الأولى بدلاً من اسمه العسكري أبو حسن الحموي في إشارة إلى منطقة حماه (وسط) التي يتحدّر منها. وقال أبو قصرة حينها، إن "بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية بما فيها الجناح العسكري للهيئة تحت هذه المؤسسة". وشدد على أن "عقلية الفصيل لا تتوافق مع عقلية الدولة" التي تعتزم السلطة الجديدة بناءها. وعما إذا كان سيصار الى حلّ جناح الهيئة العسكري، أجاب "بالتأكيد.. سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد". وطالب الولاياتالمتحدة والدول كلها "بإزالة" تصنيف الهيئة من قائمة "الإرهاب". وأكّد كذلك أن مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، "ستُضّم" إلى الإدارة الجديدة، موضحًا أن "سورية لن تتجزأ ولن توجد فيها فدراليات". وطالب المجتمع الدولي بإيجاد حلّ للتحركات العسكرية الاسرائيلية في سورية، واصفًا ما يجري على التراب السوري بأنه "جائر"، مشددا في الوقت ذاته على تأكيد السلطة الجديدة أن "سورية لن تكون منطلقا لأي عداء.. أو مشاكل دولية أو إقليمية". ويتولى محمد البشير منذ 10 ديسمبر، رئاسة الحكومة الانتقالية في سورية حتى الأول من مارس 2025. أول سورية في منصب محافظ عينت الإدارة الجديدة في سورية محسنة المحيثاوي محافظاً لمحافظة السويداء جنوبي البلاد. وقالت أيهم الشوفي، من نشطاء الحراك المدني في السويداء: "تعيين المحيثاوي من قبل الإدارة الجديدة في سورية هو استكمال لقرار الحراك الشعبي بترشيحها للمنصب"، مشيرة إلى أن المحيثاوي كانت مديرة للمصرف العقاري في السويداء إضافة الى عملها في جهاز الرقابة والتفتيش بالمحافظة. وأضافت الشوفي، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "المحيثاوي من أول السيدات التي شاركن في الحراك السلمي بمحافظة السويداء وتتواجد بشكل دائم في ساحة الكرامة، ورغم تعرضها للمضايقات من قبل النظام السابق، استمرت بمسيرتها وإصرارها على المشاركة في الحراك". والمحيثاوي من مواليد قرية لبينه في محافظة السويداء عام 1970 وتنتمي للطائفة الدرزية وحصلت على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والتجارة من جامعة دمشق. تكليف ميساء صابرين كلّفت السلطات السورية النائب الأول لحاكم المصرف المركزي ميساء صابرين "بتيسير أعمال" المصرف، كما أفاد مصدر من المصرف لفرانس برس الثلاثاء، وهي أوّل امرأة تتولّى منصب حاكم المصرف المركزي في سورية. وقال مدير قسم حالي في مصرف سورية المركزي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن صابرين داومت صباح الثلاثاء في مكتب الإدارة العليا ووقعت أوراقا مذيلة ب"حاكم مصرف سورية المركزي المكلف بتسيير الأعمال". وأضاف "وصلنا تعميم داخلي يوم أمس يقضي بتكليف الدكتورة ميساء صابرين بتسيير أعمال البنك المركزي السوري". وتخلف صابرين بهذا المنصب محمد عصام هزيمة الذي تولاه منذ العام 2021. وصابرين هي خبيرة مصرفية سورية، شغلت منصب النائب الأول لحاكم مصرف سورية المركزي منذ العام 2018. وتوّلت كذلك عضوية مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، ومجلس المحاسبة والتدقيق ومجلس إدارة هيئة الإشراف على التمويل العقاري ومجلس النقد والتسليف، كما لجنة إدارة مصرف سورية المركزي. ويعدّ سعر صرف الليرة السورية من أبرز التحديات المالية في سورية، بعد تدهور قيمتها مقابل الدولار خلال 13 عاما من الحرب. وقبل اندلاع النزاع عام 2011، كان الدولار يساوي نحو خمسين ليرة، قبل أن تتهاوى قيمة العملة المحلية بشكل تدريجي وتفقد أكثر من تسعين في المئة من قيمتها. ويتراوح سعر الصرف في الفترة الأخيرة ما بين 12 ألفًا إلى 15 ألف ليرة مقابل الدولار. وكان سجّل ارتفاعًا بعد نحو أسبوع من إطاحة الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر. سفارة الكويت في دمشق دعا وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني الاثنين إلى معاودة فتح سفارة الكويت في دمشق واستئناف العلاقات مع سورية بعد سقوط بشار الأسد. وجاءت الدعوة خلال زيارة وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا ودبلوماسيين آخرين للعاصمة السورية مما أشار إلى الانفتاح على إقامة علاقات في أعقاب إطاحة قوات المعارضة بالأسد هذا الشهر. والتقى اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي مع قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع خلال الزيارة. وقال اليحيا "استعرضنا الأوضاع الميدانية والسياسية وبحثنا سبل تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والتنموية". وقال الشيباني في مؤتمر صحفي مشترك "ندعو دولة الكويت الشقيق بكل حب وسرور لفتح سفارتها في سورية واستئناف العلاقات الدبلوماسية". وقال اليحيا إن دول مجلس التعاون الخليجي تدعو "المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سورية". وأشار إلى أن قيادة الكويت دعت أيضا إلى إرسال المساعدات إلى سورية على وجه السرعة. وأضاف أن الزيارة تعبر عن الحرص على فتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي وعن تقدير استجابة الإدارة الجديدة في سورية لهذه الجهود. هجمات فرنسية أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الثلاثاء أن فرنسا ضربت مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سورية، وذلك في سياق مشاركتها في التحالف الدولي ضدّ هذه المجموعة. وهي أوّل عملية من نوعها تنفّذها فرنسا منذ سقوط بشار الأسد. وكتب لوكورنو على "اكس" أن "أجهزة فرنسية جوية نفّذت الأحد ضربات موجّهة ضدّ مواقع لداعش على الأراضي السورية". وقال لوكورنو من لبنان حيث يقوم بزيارة مع وزير الخارجية جان-نويل بارو ويمضي ليلة رأس السنة مع الجنود الفرنسيين الملتحقين بقوّة الأممالمتحدة المؤقتّة في لبنان "تبقى قوّاتنا ملتزمة بمكافحة الإرهاب في المشرق". وأوضح وزير الجيوش في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "(مقاتلات) رافال و(مسيّرات) ريبر ألقت في المجموع سبع قذائف على هدفيين عسكريين لداعش في وسط سورية". تشارك فرنسا منذ 2014 في العراق و2015 في سورية في التحالف الدولي المعروف ب"قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب" من خلال "عملية الشمال" المتمركزة في القواعد العسكرية في المنطقة وخصوصًا في الإمارات. وأدّى سقوط الأسد إلى إعادة خلط الأوراق في سورية وإلى مخاوف من عودة تنظيم "داعش" الذي بقي نشطا في العراق وسورية حتّى بعد دحره في 2019. وفي منتصف ديسمبر، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ضاعفت في الأشهر الأخيرة عدد جنودها المنتشرين في سورية إلى حوالى ألفين في سياق عمليات مكافحة تنظيم "داعش". وأكّدت القيادة العسكرية المركزية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) أنها تسعى إلى ضمان "عدم استفادة تنظيم "داعش" من الوضع لإعادة تشكيل صفوفه في وسط سورية". ولواشنطن أيضًا حوالي 2500 جندي متمركز في العراق. البنك المركزي السوري حيث كلفت الإدارة السورية الجديدة ميساء صابرين «بتسيير أعماله» (أ ف ب) أسعد الشيباني (أ ف ب) مروحية أميركية في أجواء سورية (أ ف ب)