(الإنسان ابن بيئته) مقولة لرائد علم الاجتماع ابن خلدون؛ ذلك أن سلوك الإنسان وثقافته وطباعه ما هي إلا امتداد لعناصر بيئته وطريقته في التعاطي معها حتى إنها هي من تلونه وتصقله بمناخها وجغرافيتها. وفي هذا السياق يقول ابن خلدون: الإنسان ابن بيئته وهي أحد تفسيراته عن تأثير البيئة ووفقاً لهذه المقولة فابن الجبال غالباً ما يكون قصيراً حتى يسهل عليه صعود الجبال بسهولة وابن إفريقيا فتحات أنفه واسعة حتى يتنفس مع درجات الحرارة العالية بسهولة وبشرته سمراء حتى تحميه من حرارة الشمس. وتحت هذا الرأي نلاحظ أن ابن الصحراء شديد وسريع التأثر ببيئته حتى في اختيار أسماء أبنائه وحيواناته والأدوات اليومية المحيطة به التي يتعامل معها. بل إنه وعلى سبيل المثال وصل به حد التأثر ببيئته إلى تغيير أسماء بعض النباتات والأعشاب الربيعية المتوفرة في بيئته تتلاءم مع أشكالها أو طبيعتها أو حاجته هو نفسه بها وهي خيارات خفيفة ومختصرة بعضها أسماء لطيفة وظريفة مثل تسميته لنوع من النبات الصحراوي ب (شدق الجمل) ويسميها البعض عين البعير وهي زهرة محاطة بأشواك مدببة قوية وداخلها ثمرة لذيذة يأكلها الأطفال وتأكلها الجمال مع أشواكها بينما يتحاشاها النحالون ويهربون منها لأن أشواكها كثيراً ما تصيب أو تشك النحل، وعشبة أخرى تؤكل جذورها أيضاً يسمونها رجل الغراب وفي بعض المناطق كراع الغراب تشبه الجزر، جذرها أبيض واسمها الخبيز أو الحنباز وثالثه يسمونها (علك الأرنب) وهي عشبة لزجة ومقاومة ورابعة يطلقون عليها (لحية التيس) وهي عشبة صحراوية تؤكل وتظهر على شكل خيوط خضراء ترتفع حوالي 15 سنتمتراً واسمها الشائع الذعلوق، أما العشبة الأخرى التي لا يأكلونها وتأكلها الحيوانات وتعد من الأعشاب السامة فيسمونها (أذن الحمار) وهي نبتة ربيعية أوراقها عريضة. ثعلوق - لحية التيس شدق الجمل أذن الحمار