صدر عن دار البديع العربي للنشر بالقاهرة كتاب للإعلامي والقاص هاني الحجي بعنوان (سأقفز من جسدي) وهو عبارة عن (نصوص واتسابية) كما وصفها الكاتب في تجنيسه لها، ولعل التصنيف بحد ذاته يعتبر التقاطه نوعية للكاتب في توظيف وسائل التواصل لتجنيس النصوص الإبداعية. جاء الكتاب في (124) صفحة تصدّرها إهداء الكاتب "إلى روحي التي أضعتها في الطرقات وقسوت عليها في المثاليات"، جاءت بعض النصوص في سياق التناص مثل: (يوسف العشق، ذئاب الشهوة، عذرية العشق، فرعون الهوى، ما أوتي الخضر من الحب إلا قليلا، حوت عشقك، فرعون القلب) ونصوص تغوص في الذات الإنسانية (غربة أناي، عواصف البياض، سأجدني، سأحفرني، أنا مدينة نسكنها شعوب من الألم، صلاة عشق تلامس شغاف قلبها) ونصوص تلامس العواطف الأنثوية، (امرأة مفخخة بالورود، الحب العبثي، امرأة من حكايات الشمس، حب بعلامات الترقيم، نورسة على شاطئ القلب). يتناول الكتاب موضوع جفاف المرأة العاطفي من زوايا متعددة، ممزوجة برؤية عميقة تستند إلى النصوص الدينية والآيات القرآنية، إضافة إلى استعراض الاختلافات بين الطوائف والديانات. يعتمد السرد على تقنية تعدد الأصوات، حيث تتناوب النصوص بين صوت العاشق وصوت المعشوقة، مما يخلق توازنًا بين وجهتي النظر. ثم يغوص الكتاب في قضايا وجودية، حيث تعبر النصوص عن صراع داخلي للبحث عن الذات والوطن، في ظل مشاعر متباينة من الحب والجفاف. بعض النصوص جاءت جريئة، حيث لامست موضوعات حساسة تتعلق بالجسد والعاطفة. على الرغم من وجود مواضيع تبدو مألوفة أو مكررة، إلا أن العمق في السرد والنصوص يجعل الكتاب مميزًا، ويمنح القارئ تجربة تأملية تتراوح بين الحب، الانتماء، والمعاناة. "سأقفز من جسدي" هو رحلة في أعماق النفس البشرية، تنقل القارئ بين شغف الحب، اغتراب الذات، وحلم الخلاص من القيود المجتمعية والنفسية. *أديبة وروائية