توحيد المملكة العربية السعودية على يد صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز ورجاله الأشاوس عليهم الرحمة والمغفرة، توحيدها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، حدث تاريخي عظيم أشبه بالخيال، يثير الإعجاب والاعتداد سواء عند أبناء المملكة خصوصاً المستشرقين الذين زاروا المملكة في الفترات الماضية، ويتعجّبون كيف تم توحيد هذا الكيان؟ ويزداد إعجابهم عندما يطلعون على المساحات الشاسعة والتي تم توحيدها. لكن هذا العجب يزول حين يعرفون أنه تم التوحيد بعزم الرجال وتضحياتهم واخلاصهم، وحّدوا هذه المدن وهذه البلدات والمراكز دون سفك دم أو قتل او خطف أو قطع طريق أو هجوم وحشي، بل باللين وجبر الخواطر ومساعدة أهالي هذه البوادي والحواضر، لأنهم شعروا بالأمن والأمان والإصلاح؛ فكان الملك عبدالعزيز -عليه سحائب الرحمة والمغفرة- عندما يضم مدينة أو مركزاً أو هجرة فإنه ينشر معه السلام، ويرسخ مفهوم العدالة المنبثقة من تعاليم الدين الاسلامي الصحيح، وكان شعار هذه الدولة ينطوي تحت دستورها الكتاب والسنة، فكل أرض يطؤها الملك عبدالعزيز ورجاله تنضوي تحت لوائه بكل يسر وسهوله، فيقابل أبناء هذه المدن والأرياف والمراكز دون حاجز أو حجاب، وجهًا لوجه على طبيعتهم دون تكلف، أو (بروتوكولات). وهكذا تسير القافلة حتى تم توحيد هذا الكيان عام 1351 ه بعدها انتقل الحكم بكل يسر وسهولة وسلاسة إلى ولي عهده الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله وغفر له- الذي سار على خطى والده التي رسمه له، فيقابل المواطنين وينظر فيما يعترض حياتهم من نقص أو بعض المشكلات ناشراً الأمن في حياه الناس في مساكنهم وأسواقهم ويعرضون عليه -رحمه الله رحمة واسعة- ويقوم بتسهيل وتيسير حلها وهكذا تسير القافلة على نفس الخط الذي رسمه والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث تولى الملك فيصل الحكم بعد أخيه سعود ثم جاء الملك خالد وفهد وعبدالله وساروا على ما رسمه والدهم من سياسه الباب المفتوح؛ بحيث لا يكون أي حجاب أو حاجز يمنعهم من مقابله المواطنين والمقيمين وجهًا لوجه ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز) الذي رسخ هذا النهج وأكّد على أمراء المناطق بأن يسلكوا ما سلكه آباؤهم وأعمامهم في رعاية مصالح المواطنين والمقيمين. هذه هي عدالة الإسلام الصحيحة التي لا يوجد مثلها في أي بلد في العالم. اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه ومن كل حاسد وأدِم علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان -متعهما الله بالصحة والعافية- وآخر دعوانا (أن الحمدالله رب العالمين). * عضو هيئة الصحفيين السعوديين مندل عبدالله القباع