أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق صاروخ روسي جديد فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح غير المعروف حتى الآن استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب. في ما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أطلق عليه اسم «أوريشنيك». ولم يكن وجود هذا السلاح الجديد معروفًا. ووصفه بوتين بأنه صاروخ بالستي «متوسط المدى» يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر. وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية ما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه. وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية كيريلو بودانوف أن «أوريشنيك هو اسم المشروع، إنه فقط اسم رمزي. النظام نفسه يسمى كيدر. وتوقع بودانوف مستندًا إلى معلومات أوكرانية تعود إلى اكتوبر أن «تنتج روسيا نموذجين». وقال مصدر رفيع في هيئة الاركان الأوكرانية أن روسيا لا تملك سوى «بضع وحدات». تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ أوريشنيك بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريبا ألف كلم. وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها عن 5500 كيلومتر) يمكن لأوريشنيك إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظريا أن يضرب أهدافا على الساحل الغربي للولايات المتحدة. وقال بافيل بودفيغ الباحث في معهد الأممالمتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، في مقابلة مع وسيلة الإعلام أوستوروزنو نوفوستي، إن «أوريشنيك يمكنه (أيضًا) أن يهدد أوروبا بأكملها تقريبا». وحتى عام 2019، لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة. لكن في عام 2019، سحب دونالد ترمب واشنطن من هذا النص، متهما موسكو بانتهاكه، مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد. 3 كلم بالثانية خلال اجتماع الجمعة مع مسؤولين عسكريين، أكد بوتين أن لدى موسكو احتياطًا من هذه الصواريخ «جاهز للاستخدام». وخلال الاجتماع، أكد قائد القوات الروسية للصواريخ الاستراتيجية سيرغي كاراكاييف أن «الاستخدام الكثيف» لهذا الصاروخ «سيكون مشابها لاستخدام سلاح نووي». واوضح أنه تم تطويره بناء على أمر اصدره بوتين في يوليو 2023. أوضحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافة، أن «أوريشنيك» «يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ البالستي العابر للقارات RS-26 Roubej» (المشتق نفسه من «RS-24 Iars»). وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف على تطبيق تلغرام إن «هذا النظام مكلف كثيرًا ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة» مؤكدًا أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة بزنة «عدة أطنان». في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح RS-26 Roubej، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، بحسب وكالة تاس الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع «بالتزامن» مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة الجيل الجديد Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ويفترض انها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريبا. بحسب بوتين فان الصاروخ أوريشنيك الذي تم إطلاقه الخميس «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت»، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (حوالى 12350 كلم في الساعة). وأفاد الأوكرانيون بأن السرعة التي بلغها الصاروخ «في القسم الاخير من المسار» تجاوزت الخميس «11 ماخ (نحو 13600 كلم في الساعة). عدة رؤوس أخيرًا، سيتم تجهيز أوريشنيك أيضًا بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، مما يزيد من صعوبة اعتراضه. وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد». وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل. يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مسارا مستقلا عند دخوله الغلاف الجوي.