انطلقت في باريس اليوم يوم 18 ديسمبر 2024 احتفالية اليوم العالمي للغة العربية لعام 2024 بدعم وتنظيم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية وبمشاركة واسعة من المختصين والمهتمين. وكانت السيدة غابرييلا راموس، مساعدة المديرة العامة لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية قد أشادت خلال كلمتها الافتتاحية بالاحتفالية مشيرة الى ان جهود المؤسسة بدعم الاحتفالية بما ينعكس على الجهود المبذولة لتعزيز تواجد اللغة العربية. من جهته قال سفير المملكة لدى فرنسا الأستاذ فهد بن معيوف الرويلي ان المملكة العربية السعودية تقوم بجهود واسعة على الصعيد الوطني والدولي للحفاظ على اللغة العربية على الصعيدين الوطني والدولي، مشيرا الى انه منذ أن أطلقت المملكة العربية السعودية رؤيتها التنموية الطموحة رؤية 2030 ، والعمل جارٍ ضمن مستهدفاتها على حماية التراث الثقافي والإنساني الذي تعد اللغة العربية إحدى أبرز جوانبه، والذي يمثل إرثًا ثقافيًا للبشرية. وأضاف الرويلي: أسست المملكة العربية السعودية مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، والذي يعمل على تعزيز دور اللغة العربية إقليميًا وعالميًا، بما يسهم في إبراز القيمة اللغوية المعبرة و العمق للثقافة العربية والإسلامية، ويعد المجمع مرجعا علميا للغة العربية وعلومها، كما يسهم في تحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030. وبين الرويلي ان المملكة تعد اليوم في استخدامات الذكاء الاصطناعي في طليعة الدول على المستوى العالمي، وأشير هنا إلى تقرير اليونسكو الذي نشر منذ عدة أيام حول الذكاء الاصطناعي وجاهزية استخدامه، والذي أشاد بإنجازات المملكة ضمن استراتيجيتها الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وما حققته في مسارات عديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، منها البحث والتعليم، والبنى التحتية التقنية، والمجتمع والثقافة. وأشاد الرويلي بجهود مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، لمساهمتها هذا العام مجددا في تنظيم هذه الفعالية الهامة، ولدعمها المستمر للغة العربية في منظمة اليونسكو وحول العالم، والبرامج والمبادرات الفاعلة التي تشارك بها وتنفذها. والقى مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأستاذ/ صالح بن إبراهيم الخليفي كلمة اكد خلالها ان هذا الحدث الذي يُعنى بإبراز دور اللغة العربية في بناء جسور التواصل بين الثقافات، ويأتي هذا العام متوافقا مع مستجدات العصر تحت شعار "الذكاء الاصطناعي .. تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي". وأشار الى إن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية التي تتولى دعم هذا الحدث سنوياً وتشارك في تنظيمه والإعداد له تنظر إلى اللغة العربية باعتبارها رمزاً للهوية الثقافية ووعاءً للتاريخ والمعرفة ومن هذا المنطلق يأتي التزام المؤسسة بتعزيز مكانة هذه اللغة العالمية التي تظل شاهداً على عظمة ثقافتنا وتاريخنا. واكد الخليفي ان اهتمام ودعم المؤسسة للغة العربية ينطلق من الدور الكبير للمملكة العربية السعودية التي تولي اللغة العربية اهتماماً كبيراً باعتبارها ركيزةً أساسية لهويتها الوطنية وثقافتها الإسلامية، حيث حرصت المملكة العربية السعودية على تعزيز مكانة اللغة العربية من خلال دعمها في مختلف المجالات التعليمية والثقافية إقليميا وعالميا وفي المنظمات الدولية. وأضاف إننا في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ندرك تمامًا أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية الثقافية والحضارية للعالم العربي، وقد دأبت المؤسسة على دعم اللغة العربية عبر مبادرات وبرامج متعددة، أبرزها "برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو"، الذي يهدف إلى تمكين اللغة العربية في المؤسسات العالمية التعليمية والثقافية. ووحول اختيار محور الاحتفالية لهذا العام قال: نؤكد على أهمية استثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، إذ يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً واعدة لنقل اللغة العربية إلى فضاءات جديدة، من خلال تطبيقات تسهم في تسهيل تعلمها، وتحسين تقنيات الترجمة الآلية، ودعم نشر المحتوى الرقمي العربي بشكل أوسع وأشمل. ومن هذا المنبر أؤكد أن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية تواصل العمل على دعم مثل هذه الجهود عبر إطلاق مشاريع مبتكرة تهدف إلى الرقمنة والحفاظ على التراث اللغوي، مع تعزيز نشر اللغة العربية في عالم التقنية. ونأمل أن تسهم كافة الجهود في تعزيز مكانة اللغة العربية عالمياً، وإبراز أهميتها كركيزة ثقافية وإنسانية تساهم في بناء المستقبل. واستعاد الخليفي خلال كلمته اول احتفالية حيث قال: تطوف بنا الذاكرة لأول احتفالية عالمية للغة العربية في هذا المبنى تمت بتمويل من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في شهر ديسمبر من عام 2012 ومن ذلك التاريخ والجميع يحتفي بلغة العرب ويحتفل. وأضاف الخليفي: يسرني في هذا المقام أن أحيط الحضور الكريم أنه تتويجا للنجاحات والجهود المثمرة خلال الفترات السابقة لهذا البرنامج وما تم تقديمه من برامج هدفت لخدمة اللغة العربية والمجتمع العربي داخل الوطن العربي وخارجه والتي تنوعت بين إثراء التنوع اللغوي الرقمي وإبراز تأثير اللغة العربية على الصعيد العالمي وتعزيز فرص الانتفاع بالمعلومات وغير ذلك مما يصب في خدمة اللغة العربية كبوابة للوصول إلى المعرفة ونقلها وامتدادا للإشادة الإيجابية من المكتب الاستشاري العالمي الذي قام بتقييم أداء البرنامج خلال الفترة الماضية، فإن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ستواصل هذا الجهد وستوقع قريبا اتفاقية مع منظمة الأممالمتحدة للتربية العلم والثقافة "اليونسكو" لمرحلة قادمة يتم من خلالها وعبر برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو دعم وتنفيذ برامج متعددة تخدم اللغة العربية عالميا من خلال المنظمة والشركاء الدوليين ولا نستغني عن الرأي والمشورة لاقتراح مبادرات وبرامج تصب في هذا الغرض وتخدم تحقيق الهدف. جلسات حوارية: وكانت الاحتفالية قد شهدت برنامجا حافلا، حيث عقدت الجلسة الأولى بعنوان "سد الفجوة الرقمية: اللغة العربية وتقنيات الذكاء الاصطناعي" وناقشت التحديات التي تواجه اللغة العربية في الفضاء الرقمي، مع استعراض الحلول التقنية المبتكرة لتعزيز وجودها في مجالات الذكاء الاصطناعي. فيما تناولت الجلسة الثالثة محور "الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي" وتناولت دور الذكاء الاصطناعي في حفظ اللهجات العربية المتنوعة وأرشفة المخطوطات التاريخية لضمان استدامة التراث اللغوي والثقافي. وفي الجلسة الثالثة ناقش المتحدثون "تعزيز التعبير الفكري العربي من خلال الذكاء الاصطناعي" من إمكانات الذكاء الاصطناعي في دعم الإبداع العربي وتطوير مجالات التعليم والمحتوى الرقمي بما يسهم في إتاحة الفرص للجميع. وعقدت الجلسة الرابعة بعنوان "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: رؤى السفراء حول التراث والابتكار" بمشاركة عدد من السفراء الذين ناقشوا سبل تعزيز دور اللغة العربية عالميًا عبر التكنولوجيا الحديثة والدبلوماسية الثقافية. واختتم البرنامج بعرض مميز لفن الخط العربي باستخدام تقنيات الإضاءة الحديثة، إلى جانب كلمات ختامية من قيادات اليونسكو وممثلي المؤسسات المشاركة.