واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عدوانه على قطاع غزة بشن هجمات جوية وبرية وبحرية على مناطق متفرقة بالقطاع، في وقت توسعت الهجمات باليوم ال438 للحرب على غزة لتطال مراكز الإيواء، حيث ارتكبت القوات الإسرائيلية مجازر جديدة بحق المدنيين والنازحين ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى خلال ال24 ساعة الماضية. وبالتزامن مع المجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تواصل إسرائيل سياسة التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيما في شمال القطاع الذي يشهد عمليات عسكرية وإبادة جماعية للشهر الثالث على التوالي. وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن مليوني شخص يواجهون جوعا حادا في أنحاء غزة، مشددة على ضرورة الوصول الإنساني الآمن لإنقاذ الأرواح وتجنب المجاعة في غزة. وعلى الصعيد الميداني في الجنوب، قال الدفاع المدني في غزة إن 15 ألف أسرة نازحة محاصرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مواصي رفح، وهي لا تملك أماكن للاحتماء فيها من الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال. مشروع قانون قدم عضو الكنيست الإسرائيلية عن حزب الليكود، أفيحاي بوآرون، مشروع قانون يهدف إلى السماح بحرية الحركة للإسرائيليين داخل قطاع غزة، بعد سنوات من حظر الدخول بموجب قانون "فك الارتباط"، وذلك تمهيدا للاستعمار في القطاع. وجاء في نص القانون أنه: "في صيف العام 2005، قررت الحكومة الإسرائيلية طرد جميع سكانها اليهود من قطاع غزة وشمال الضفة والانسحاب من المنطقة، وفي إطار هذا القرار، سن الكنيست قانونًا لتنفيذ "فك الارتباط". وتابع: "قانون حظر دخول الإسرائيليين إلى هذه المناطق يذكّر بفترات مظلمة في تاريخ الشعب اليهودي، أثناء الهولوكوست". وقال: "يجب السماح بحرية الوجود والحركة الكاملة (لليهود) في قطاع غزة، كما هو الحال في جميع مناطق أرض إسرائيل". ويهدف القانون، وفق نصه، إلى محاكاة الإجراءات التي تم اتخاذها في شمال الضفة الغربية، حيث ألغيت القيود على دخول الإسرائيليين وأعيد بناء مستعمرة "حومش"، ويرى أن "إلغاء القيود على غزة قد يفتح الباب أمام إنشاء تجمعات استعمارية جديدة داخل القطاع". ويأتي مشروع القانون الجديد لينضم إلى القانون الذي صادقت عليه الكنيست في مارس لإلغاء خطة الانفصال عن أربع مستعمرات شمالي الضفة، في إطار خطة "فك الارتباط" عن غزة التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية في العام 2005. ومؤخرا، شكل أعضاء كنيست عن حزبي الليكود و"الصهيونية الدينية" بالشراكة مع قادة المستعمرين، "مجموعة عمل برلمانية مدنية" تهدف إلى إلغاء قانون "فك الارتباط" أحادي الجانب عن قطاع غزة، في مسعى لشرعنة إعادة الاستعمار في الأراضي الفلسطينية. قصف المدارس استشهد 12799 طالبا وطالبة وأصيب 20,942 آخرون منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزةوالضفة الغربية في السابع من أكتوبر 2023، وفق ما أفادت به وزارة التربية والتعليم العالي. وقالت وزارة التربية والتعليم، في بيانها إن عدد الطلبة الذين استُشهدوا بقطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12,681، والذين أصيبوا إلى 20,311. وفي الضفة الغربية، استشهد 118 طالبا، وأصيب 631 آخرون، إضافة إلى اعتقال 538، منذ السابع من تشرين أول 2023، بحسب الوزارة. وأوضحت أن العدوان أدى إلى استشهاد 598 معلما وإداريا وإصابة 3,801 آخرين بجروح، فيما تعرض أكثر من 158 معلما وإداريا للاعتقال في الضفة. ويتعلق بالمؤسسات التعليمية، كشفت الوزارة أن 425 مدرسة وجامعة ومباني تابعة لها، بالإضافة إلى 65 مؤسسة تعليمية تابعة لوكالة "الأونروا"، تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، مما أسفر عن أضرار بالغة لحقت ب171 مدرسة، وتدمير 77 منها بالكامل. أما في الضفة الغربية، فتعرضت 109 مدارس و7 جامعات للاقتحام والتخريب. ومنذ بدء العدوان حرم الاحتلال أكثر من 788 ألف طالب بقطاع غزة من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة. فيما أكدت مؤسسة فلسطينية تعنى بالشؤون الزراعية، أن دولة الاحتلال دمرت 70 بالمئة من الأراضي الزراعية بغزة خلال حربها على القطاع منذ 14 شهرا. وأطلقت "جمعية خان يونس الزراعية التعاونية" نداءً عاجلاً للمساعدة والدعم الزراعي في ظل الحصار والحرب والمجاعة المفروضة على قطاع غزة منذ أكثر من عام. وشددت "الجمعية" في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، على أن استمرار الحرب على قطاع غزة منذ 14 شهرا أدى إلى غياب القدرة على إنتاج الغذاء محلياً وتدمير نحو 70 بالمئة من الأراضي الزراعية. وأشارت إلى أن المنع الإسرائيلي على إدخال المدخلات الزراعية أدى للاعتماد على المساعدات الخارجية التي يعرقل دخولها أيضاً. ودعت الجمعية المنظمات الدولية المعنية بشؤون الزراعة إلى التدخل الفوري والتحرك العاجل لدعم التعافي الزراعي عبر تقديم المساعدة الفنية والموارد اللازمة لإعادة بناء وتحقيق الأمن الغذائى على المدى الطويل. المنع من العودة إلى منازلهم يخطط الجيش الإسرائيلي بموجب قرار المستوى السياسي إلى منع عودة سكان مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، في شمال قطاع غزة، من العودة إلى بيوتهم، وإبقاء هذه المنطقة معزولة عن باقي القطاع وتقليص عدد سكانها بشكل كبير جدا، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. وهجّر الجيش الإسرائيلي 65 ألفا من سكان جباليا، البالغ عددهم 70 ألفا، جنوبا إلى منطقة مدينة غزة، فيما يتواجد السكان المتبقين في مراكز إيواء، مثل مدارس وعيادات. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيمنع هؤلاء السكان المهجرين من العودة إلى شمال القطاع، مثلما منع حوالي مليون غزيّ، الذين هجرهم الجيش الإسرائيلي من وسط القطاع إلى جنوبه في بداية الاجتياح البري، قبل سنة، بواسطة ممر "نيتساريم" الذي يفصل بين مدينة غزة وشمال القطاع وبين جنوب القطاع. وألمح إلى ذلك وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيانه، اعتبر فيه أنه "بعد أن نهزم القوة العسكرية والسلطوية لحماس في غزة، إسرائيل ستسيطر أمنيا في غزة مع حرية عمل كما في يهودا والسامرة. ولن نسمح بأي تنظيمات إرهابية تنطلق من غزة ضد بلدات إسرائيلية ومواطني إسرائيل. ولن نسمح بعودة إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر". وحسب خطط الجيش الإسرائيلي، فإنه سيتم إبقاء محور "نيتساريم"، الذي يمتد من كيبوتس "كفار عزة" في منطقة "غلاف غزة" وحتى شاطئ البحر، "بهدف منع عودة الغزيين إلى بيوتهم في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا"، حسب الصحيفة. وتنفذ إسرائيل من خلال هذا المخطط ما يعرف ب"خطة الجنرالات" التي وضعها الجنرال المتقاعد، غيورا آيلاند، بادعاء أنه بذلك تُمنع حماس من ترميم قواتها. ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال يوجد في شمال القطاع حوالي 100 مقاتل من حماس. ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن ثمة شرطين لاستمرار وجود مقاتلي حماس في شمال القطاع. والشرط الأول، هو وجود سكان غزيين بالقرب من المقاتلين، والشرط الثاني هو غياب حكم بديل لحماس في القطاع. "وإسرائيل ترفض إقامة حكم بديل لحماس، وبذلك تساعدها على البقاء كجسم ضعيف ويتعرض لضربات، لكنه سيبقى موجودا لسنوات"، حسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام في غرب جباليا قاعدة عسكرية لوجستية أمامية ومتقدمة، ووصفتها بأنها "دليل آخر على مستقبل جباليا". ورغم أن عملية الجيش الإسرائيلي في جباليا مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن ضباطا أشاروا إلى ما وصفوها بظاهرة "جُزر وقطارات"، وهي عبارة بحسب الصحيفة، عن مناطق معزولة توجد فيها مبان "لم يهدمها الجيش الإسرائيلي حتى الآن"، أي أنه لم يسويها بالأرض، ويختبئ فيها مقاتلون من حماس ويتنقلون من مبنى إلى آخر، مثلما يتم التنقل بين قاطرات قطار، "ويرصد الجنود الإسرائيليون ذلك من خلال تحليل للمنطقة". وأضافت الصحيفة أن قوات لواء "غفعاتي" وسّعت من استخدام آليات عسكرية مستقلة، مثل روبوتات ومدرعات وجرافات موجهة عن بعد.