تحدث العازف العالمي نصير شمه عن "ذاكرة الأذن"، خلال ندوة حملت عنوان الموسيقى أسلوبياً، وأدارها الأستاذ بدر الحمود ضمن فعاليات معرض الكتاب بجدة، وتناول شمه أثر المناخ والبيئة على الموسيقى، موضحاً أن موسيقى المناطق الساحلية تختلف جذريّاً عن تلك التي تنشأ في الجبال، حيث تترك الجغرافيا والعمارة والاقتصاد بصمتها على الهوية الموسيقية والتراث. وأضاف شمه: "كل الحواس تمتلك ذاكرة، وتحتاج إلى علاج إن اعتراها المرض لتبقى قادرة على التذوق والشعور. أما الموسيقى فهي تحتاج إلى نضج يشبه دورة الحياة، إذ أنجز أعمالاً استغرق اكتمالها سنوات قبل أن أقدمها للجمهور. وأي عمل موسيقي يعيش لعقدين يكتسب صفة الخلود". كما كشف عن مشروع لصناعة أول عود موسيقي في السعودية، مشيراً إلى اهتمامه بنقل فن العود عبر تأسيس مدارس أخرجت معلمين متخصصين لهذه الآلة. ولم يغفل شمه الحديث عن دور الموسيقى في العلاج، مبرزاً أنها كانت تُستخدم بوصفها طقوساً علاجية منذ قرون طويلة، مؤكدًا أنها تُسهم في تسريع التئام الجروح بنسبة تصل إلى 30%، وأصبحت اليوم علماً قائماً تُمنح فيه شهادات أكاديمية. أما عن الأطفال، فقد شدَّد شمه على أهمية الموسيقى في تنمية ذكائهم وإبعادهم عن أضرار الأجهزة الإلكترونية، مشيراً إلى أنها أصبحت جزءاً من التعليم المبكر في كثير من المجتمعات.