كثير من الدول تحتاج لسنوات طويلة من التنسيق والترتيب والاستعداد والإعداد والتجهيز لملف استضافة كأس العالم، وقد تقوم بالمحاولة مرة واثنتين وثلاث حتى تكون في أتم الاستعداد لخوض تجربة الترشح لاستضافة كأس العالم. لكن التجربة السعودية مختلفة تماماً وغير مسبوقة في كل تفاصيلها، ففي مدة لم تتجاوز العام ونصف، تم الإعلان عن ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، وتم العمل على تجهيز الملف الذي حصل على أعلى تقييم من الفيفا في تاريخ ملفات استضافة كأس العالم، بعد هذا التقييم تم اختيار المملكة العربية السعودية بشكل رسمي كدولة مستضيفة لكأس العالم 2034 بعد أن صوتت 170 دولة للملف السعودي الرائع. وفي الغالب، الملفات التي تقدم للفيفا لطلب استضافة كأس العالم، تكون مليئة بالوعود والضمانات والشرح المفصل عن قدرة الدولة المترشحة على استضافة كأس العالم، لكن الملف السعودي كان يحمل تفاصيل مهمة مثل الخبرات والرؤية والطموح والثقة. فعندما تقدم ملفا وتشير فيه إلى خبرات السعودية في استضافة الأحداث العالمية المتنوعة والكبيرة مثل رالي دكار، فورميلا ون، فورميلا اي، الملاكمة، المصارعة، الشطرنج، البولينغ والسنوكر، القولف، السوبر الإسباني، السوبر الإيطالي، كأس العالم للأندية، وتشير إلى أن المملكة ستستضيف كأس آسيا عام 2027 وإكسبو عام 2030، وعندما يشتمل الملف على أبرز ما تم إنجازه من مشاريع وما سيتم إنجازه من تجهيزات متعلقة برؤية المملكة 2030، والحجم الكبير من الطموح لدى السعوديين في مستقبل بلدهم، والثقة العالية التي حصلت عليها المملكة من المجتمع الدولي الذي يثق جيداً في اقتصاد المملكة ومستقبلها ومقدار ما تتمتع به من أمن وأمان وتطور، عندها سندرك جميعنا لماذا حصل الملف السعودي على التقييم الأعلى في تاريخ ملفات استضافة كأس العالم. ويكفي أن سمو الأمير محمد بن سلمان هو الداعم الأول والمشرف الدائم على الملف السعودي، وهذا بحد ذاته أكبر مؤشر على أن الملف السعودي سيفوز، وهذا ما تحقق بفضل الله، ثم بدعم قيادتنا الكريمة.