كرة القدم تُعد الرياضة الأكثر انتشارًا في العالم، وتشكل محفزًا للاندماج الاجتماعي إلى جانب أنها تسهم في تعزيز الوحدة، وتكسر الحواجز بين المجتمعات المتنوعة، والعالم خلال الأمس كان يترقب بحماس إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم حول استضافة بطولة كأس العالم. 11 ديسمبر 2024م كان يوماً تاريخياً في عالم كرة القدم بالإعلان عن فوز المملكة العربية السعودية بحق استضافة بطولة كأس العالم "FIFA 2034"، لتكون بذلك أول دولة تحصل على تنظيم هذا الحدث العالمي بوجود 48 منتخبًا من مختلف قارات العالم تاريخياً. وكانت المملكة قد سلمت في ال29 من شهر يوليو الماضي ملف ترشحها الرسمي لتنظيم بطولة كأس العالم (FIFA 2034) تحت شعار "معًا ننمو"، من خلال وفد رسمي في العاصمة الفرنسية، والذي شمل خططها الطموحة لتنظيم الحدث في 15 ملعبًا موزعة على خمس مدن مستضيفة وهي: "الرياضوجدة والخبر وأبها ونيوم". كما شمل ملف الترشّح 10 مواقع مقترحة لإقامة فعاليات مهرجان المشجعين (FIFA Fan Festival)، بما في ذلك الموقع المخصص في حديقة الملك سلمان الذي يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع في العاصمة الرياض، وممشى واجهة جدة البحرية. الملف السعودي كان ثقيلاً لاستيفائه المعايير الفنية والتنظيمية بل ويتجاوزها، ويتحدث عن قدرة المملكة على تقديم بطولة كأس عالم للتاريخ. وكان وفد من الاتحاد الدولي "فيفا" قد زار المملكة قبل شهر من الإعلان الرسمي، للوقوف على مدى جاهزيتها واستعداد المدن المستضيفة للبطولة، والمشروعات المدرجة في ملف الاستضافة، وكان تقريره واقعياً عطفاً على الإمكانات التي تم تسخيرها، إذ منح "فيفا" ملف السعودية لاستضافة المونديال تقييم 419.8 من 500، وهو الرقم الأعلى في تاريخ كل ملفات طلب استضافة المونديال. وتمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (FIFA 2034) فرصة مهمة لتسليط الضوء على مسيرة التقدم المستمرة التي تعيشها المملكة منذ إطلاق سمو ولي العهد رؤية السعودية 2030، والتي أثمرت عن استضافة أكثر من 100 فعالية كبرى في مختلف الألعاب، منها كأس العالم للأندية وسباق (الفورمولا 1)، الأمر الذي يحقق الأهداف الرياضية في الرؤية الوطنية.