أرجعت جلسة نقاش «نورة من السيناريو إلى كان»، ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب، نجاح الفيلم ووصوله إلى العالمية للدعم الذي حظي به الفيلم وصُنَّاعه من الجهات الحكومية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة التي تقوم بدور مهم في إبراز الثقافة في مساراتها المختلفة، إضافة إلى جماليات القصة وحالة التناغم التي عاشها الفيلم إبان التصوير. وبشَّر المتحدثون في الجلسة بمستقبل كبير لصناعة الأفلام في السعودية في ظل الدعم اللا محدود للثقافة والأدب، ومن ذلك هذا التجمع الأدبي الذي تنظمه «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، موضحين أن السعودية خلال الأعوام المقبلة ستكون محطة ومحور ارتكاز. وخلال الجلسة تطرق توفيق الزايدي، مخرج الفيلم، إلى ظروف نص «نورة» التي تحاكي بواقعيتها مختلف الشرائح، خاصة أن القصة كُتبت منذ عام 2015 وتأجل العمل عليها لعدة عوامل، في مقدمتها الرغبة في أن يُعرَض الفيلم بعد الانتهاء منه في المهرجانات والصالات السعودية، من ثم ينطلق إلى المهرجانات العالمية ومنها إلى كان، الذي حصد الفيلم بمشاركته على جائزة «التنويه الخاصة» من قِبَل لجنة التحكيم، معتمدين على قيمة القصة وظروف تصوير الفيلم. ووصف الزايدي فيلم «نورة» بالنقلة النوعية لصناعة الأفلام المحلية، بعد أن تمكن الصُنَّاع من اختيار الفريق المشارك للفيلم ومواقع التصوير، حيث كان في مدينة «العلا» بمشاركة العديد من أبناء المدينة في الفيلم، وقد اتكأ على نص متماسك بهذه المواصفات العالمية، مشيرًا إلى أن الفيلم يُعرَض حاليًّا في 25 مهرجانًا حول العالم، وهذا يعطي ثقلًا وأهمية لصناعة الأفلام في السعودية. واستبعد الزايدي أن يكون هناك نقص في النصوص السعودية، بل أكد أن هناك زخمًا كبيرًا في النصوص الأدبية والقصصية، وجميعها ذات قيمة إنسانية تلامس المشاهد، لكن الإشكالية في تحويل هذه النصوص إلى «سيناريوهات» يمكن التعامل معها ضمن صناعة الأفلام التي تحتاج إلى عوامل محددة في هذا الجانب. وشكَّل نجاح فيلم «نورة» عالميًّا نقطة لفهم خصائص النجاح للانطلاق عالميًّا وطَرْق المهرجانات الدولية بكثافة في المضمون الذي اعتمد عليه صُنَّاع الفيلم، وهو ما أشار إليه الزايدي قائلًا: إن كل الأدوات متوفرة للذهاب بعيدًا في هذا القطاع، ومن ذلك الدعم الحكومي لجميع قطاعات الثقافة والترفيه، إضافة إلى الشغف الموجود عند الكوادر الوطنية في كل مسارات صناعة الأفلام. المخرج توفيق الزايدي خلال الندوة