كما يفعلُ الطيبونَ تمامًا أريدُ من الرملِ ظلّ العصافير أو قفزاتِ المطرْ .. أريد من الليل حزنَ القمرْ .. من البحر زرقتَه .. والمساءات خلستَها.. والصباحات نافذةً لا تُشيح النظرْ! ... أريد عصًا.. لا أهشُّ بها الغيمَ.. أو تتمثّلُ أفعى.. حبالُهمُ عُلّقتْ في رقابِ العذارى.. وفي دفتري شعرُ طفلٍ كَبُرْ.. . .كما يفعل الطيبون تماما.. أردُّ السلامَ على العابسين بمرآة سيارتي.. حين يشتمني بوقُهم.. وأعودُ إلى البيتِ.. أحملُ خبزَ الظهيرةِ.. أفرحُ بالغيم مثل صغيري وآخذه نزهةً للعيونْ.. تكلّم مثلي.. بلكنتهِ الفصحوية.. قال المدينةُ هاربةً من فراغِ البيوتِ لضيق الظنونْ.. سنخرجُ لليل.. لم يبق في الضوءِ إلا الزحام المملّ.. بقايا الخُطى دهستْها الظلالُ.. أناسٌ يراؤونَ بالذنبِ، لا يملؤون الفراغَ -بنيَّ- ولا يفقهونْ عليهم ثياب الصلاة.. ولكنهم يعمهون..! تمامًا كما يفعل الطيبون أنا وصغيري.. نطيلُ التأمُّلَ بالناسِ.. والناس لا يدركون ... . .تمامًا.. تمامًا كما يفعل الطيبونَ الكثيرونَ في الأرضِ يسعونَ بين مناكبِ أحلامهمْ ..ثم لا يبلغونَ الحياةْ ... يقول الرواةْ .. مضوا كلهم خلف حقلٍ عتيقٍ يبيعون غلّته بالنجاة..! قال النحاةْ ... للنهي جزمٌ .. وللنصب فتحٌ .. وللضمِّ دفءُ الشّفاهْ.. وأما المضافُ إليهِ .. فقد جرّه الفقرُ.. يحمل كلَّ العوادمِ في وجهه ِ.. يتوضأُ برْدَ الشتاءِ .. وصيفَ البقاءِ .. ولكنّه لا يؤدي الصلاةْ ... شعر/ إبراهيم الوافي