يشكل الموظف السلبي تحديًا كبيرًا أمام نجاح أي مؤسسة، إذ تنعكس تصرفاته وسلوكياته على بيئة العمل بأكملها، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، وتأثر أداء الفريق، وانتشار طاقة سلبية قد تعيق تحقيق الأهداف العامة للشركة. يتميز الموظف السلبي بعدم الالتزام والشعور بالمسؤولية تجاه المهام الموكلة إليه، وغالبًا ما ينظر إلى عمله باعتباره مجرد وسيلة للحصول على راتب دون أي ارتباط عاطفي أو فكري بأهداف المؤسسة التي يعمل فيها. يؤدي هذا الشعور إلى انخفاض واضح في حماسه للتطوير أو الإبداع، مما ينعكس بشكل مباشر على أدائه وإسهامه في العمل الجماعي. تراجع الإنتاجية توضح الدكتورة هدى الصفوان استشارية الطب النفسي بقولها «يتضح تأثير الموظف السلبي من خلال عدة مظاهر، أبرزها أداؤه المتواضع الذي بالكاد يحقق الحد الأدنى من المتطلبات، وعدم اهتمامه بتحسين جودة عمله أو المشاركة في حل المشكلات التي تواجه الفريق. وتُترجم هذه السلوكيات إلى آثار سلبية متعددة على بيئة العمل، تشمل تراجع الإنتاجية بسبب ضعف تحفيز الموظف وانعدام مبادرته، إلى جانب نشره أجواء من الطاقة السلبية التي قد تؤثر على زملائه وتضعف معنوياتهم. كذلك، فإن إهماله في أداء المهام بشكل دقيق ينعكس على جودة المنتج النهائي أو الخدمة المقدمة، ما قد يسبب تراجعًا في ثقة العملاء أو شركاء العمل بالشركة. كما أن هذا السلوك السلبي قد يكون مصدرًا للصراعات والتوترات بين أعضاء الفريق، ما يعوق التعاون ويضعف الكفاءة العامة للعمل. وترجع الصفوان أسباب السلوك السلبي لدى الموظف إلى عدة عوامل، وتقول « لعل أبرزها شعوره بالإحباط أو عدم الرضا عن طبيعة العمل، سواء من حيث الرواتب، أو الفرص المحدودة للتطور والترقي. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم العلاقات السلبية بين الزملاء أو بين الموظف والإدارة في زيادة مشاعر السلبية لديه، خاصة إذا لم يشعر الموظف بتقدير جهوده أو بأهمية دوره داخل الشركة. كما أن غياب الأهداف الواضحة أو عدم وضوح رؤية المؤسسة ودور الموظف فيها قد يدفعه إلى الشعور بعدم الجدوى وفقدان الدافع لتقديم الأفضل برامج تدريبية للحد من هذه الظاهرة، أوضحت الدكتورة هدى بقولها « يمكن للمؤسسات اتخاذ مجموعة من التدابير الفعالة التي تسهم في تقليل تأثير الموظف السلبي على بيئة العمل. من أبرز هذه التدابير تحسين بيئة العمل، بحيث تكون محفزة على الإبداع والتعاون، وتعزيز فرص التواصل بين الموظفين لخلق أجواء إيجابية. كما أن تحديد الأهداف بوضوح وربطها برؤية الشركة يمكن أن يساعد الموظفين على إدراك أهمية دورهم ودفعهم للعمل بجدية أكبر. إلى جانب ذلك، يعد توفير برامج تدريبية لتطوير مهارات الموظفين وقدراتهم أداة فعالة لتعزيز أدائهم وتحفيزهم على تحقيق إنجازات ملموسة. كذلك، ينبغي على المؤسسات فتح قنوات اتصال فعالة بين الإدارة والموظفين، تُتيح لهم التعبير عن آرائهم وتقديم مقترحاتهم، ما يعزز شعورهم بالانتماء ويقلل من إحساسهم بالإهمال أو التهميش. ومن المهم أيضًا أن تقوم المؤسسات بتقدير جهود الموظفين ومكافأتهم على إنجازاتهم، سواء بشكل مادي أو معنوي، لتعزيز روح الفريق ورفع مستوى الرضا الوظيفي لديهم. ويمكن لهذه المكافآت أن تكون أداة فعالة في تقليل المشاعر السلبية وإعادة تحفيز الموظفين الذين يفتقرون إلى الحماسة تجاه عملهم.