يرى أطباء الأمراض الجلدية أن الجلد يمثل نافذة على ما يجري داخل الجسم، وأن التغيرات التي تطرأ عليه قد تشير إلى مشكلة صحية أكثر خطورة. ويكمن السر في معرفة كيفية اكتشاف علامات الإنذار المبكرة لمرض ما حتى يمكن علاجه بنجاح قبل أن يتفاقم ويزداد سوءاً. علامات مشتركة تكشف عن مشكلة داخل الجسم في بعض الحالات، يمكن أن يُظهر الجلد علامات لمرض داخلي قبل أن يتطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة. وبالمقابل في حالات أخرى لا تظهر الأعراض على الجلد إلا بعد فترة طويلة من حدوث المرض وتسببه بأضرار داخلية. هناك مئات التغيرات الجلدية التي يمكن أن تنم عن حدوث مشكلة ما داخل الجسم، ولكن عدداً قليلاً من التغيرات العامة تشير عادة إلى مرض داخلي. طفح جلدي جديد الطفح غير المعتاد هو الطفح الجلدي الذي لا يستجيب للعلاج أو يكون مصحوبا بالحمى، وآلام المفاصل، وآلام في العضلات، أو غيرها من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة داخلية أو التهاب. الطفح الجلدي الذي يحدث في أعلى القدمين أو أسفل الساقين ولا يستجيب للستيرويدات الموضعية أو مضادات الفطريات يمكن أن يكون علامة على الإصابة بالتهاب الكبد من النوع C ويسمى بالإنجليزية necrolytic acral erythema. أحياناً يصاب البعض بطفح جلدي نتيجة للحساسية من استخدام دواء جديد، ومع ذلك فمن المهم مراقبة الحساسية جيداً لأنها يمكن أن تكون علامة على وجود حالة أكثر خطورة هي متلازمة تعرف باسم DRESS syndrome وتشير إلى الحساسية الناجمة عن الأدوية والمصحوبة بارتفاع مستوى الكريات البيضاء الحمضية Eosinophilia والأعراض الجهازية. تحدث هذه الحالة من الحساسية بعد أسابيع إلى أشهر من البدء بتناول دواء ما مما يجعل التشخيص أمراً صعباً. ويوضح الأطباء أن هذه الحالة الطبية خطيرة ويمكن أن تنطوي على التهاب في الكبد أو القلب أو الرئتين أو الغدة الدرقية. ومن المهم زيارة طبيب الأمراض الجلدية للتشخيص السليم لا سيما إذا رافق الحساسية موجة من تورم الوجه أو الغدد الليمفاوية أو الحمى أو الشعور بإعياء. مرض التهاب الجلد Dermatomyositis هو التهاب يصيب العضلات مع تغيرات جلدية بارزة ويرتبط في حوالي 20 % من الحالات بمجموعة واسعة من الأورام السرطانية الداخلية (سرطان المبيض هو الأكثر شيوعا في النساء). وتشمل العلامات على الجلد وجود طفح جلدي ذي لون بنفسجي على الجفن العلوي وفي المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس، ونتوءات مرتفعة على المفاصل تعلوها طبقة قشرية. وتشمل التغيرات الأخرى وجود أوعية دموية ظاهرة للعيان على طيات الأظافر في حين تظهر البشرة المحيطة بالظفر خشنة بحيث تبدو سميكة ومنفصلة عن الظفر. وقد حدث في حالة واحدة ظهرت فيها تغيرات طفيفة في طيات الأظافر والجلد المحيط أنه تم تشخيص المريض مع التهاب الجلد والعضلات قبل أن يتم تشخيص مرحلة مبكرة، سرطان الكلى القابل للعلاج. نمو زوائد جلدية جديدة يجب فحص أي زوائد جلدية جديدة بشكل دقيق من قبل طبيب الأمراض الجلدية لأنها يمكن أن تكون سرطان الجلد. نادراً ما تمثل الزوائد الجلدية ورماً خبيثاً أو تكون انتشاراً لسرطان داخلي امتدّ إلى الجلد. بالمقابل هناك أورام معينة من الجلد يمكن أن تكون علامة على مرض داخلي أو متلازمة وراثية. على سبيل المثال فإن ظهور نتوءات صفراء أو ذات سطح شمعي على جلد الذراعين أو الساقين أو الجذع يمكن أن تشير إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الجسم وهي غالباً ما تمثل علامة على عدم انتظام سكر الدم. في هذه الحالات، يمكن للخزعة بالتزامن مع الاختبارات المعملية أن تساعد في التشخيص والعلاج، أملاً في الحدّ من مخاطر القلب والأوعية الدموية الناجمة عن هذه الحالات. التغيرات اللونية في الجلد يمكن أن تكون التغيرات اللونية في الجلد دليلاً على مرض داخلي. من أكثر الأمثال شيوعاً تغير لون الجلد إلى الصّفار الأمر الذي يدل على مشكلة في الكبد. ومع ذلك، يمكن أن يتغير الجلد إلى ألوان أخرى تكون علامات مهمة أيضا، بما في ذلك سواد الجلد. السواد الملحوظ في تجاعيد الجلد، والمناطق المعرضة للشمس، والمفاصل، والندبات القديمة يمكن أن تكون علامة على مرض الغدة الكظرية، مثل: مرض أديسون. لون الجلد البرونزي في مرض السكري يمكن أن يكون علامة على وجود خلل موروث في استقلاب الحديد الذي يؤدي إلى فشل الكبد المعروف باسم داء ترسب الأصبغة الدموية. تغيّر ملمس الجلد أي تليين أو تصلب في الجلد غير اعتيادي يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة طبية كامنة. التصلب الجهازي هو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي تظهر إحدى علاماته المبكرة على شكل تورم يليه تصلب الجلد، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى تصلب أعضاء داخلية كالقلب والرئتين. الشواك الأسودادي هو مرض جلدي يشيع عند المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن ويتميز بفرط تقرن الجلد (زيادة في خشونة الجلد) وبروز نتوءات جلدية مع اسمرار لون الجلد في طيات الجلد والأكثر شيوعا في الجزء الخلفي من الرقبة. ويشير ظهور هذه التغيرات إلى وجود مراحل مبكرة من داء السكري. وفي بعض الحالات قد تكون هذه التغيرات الجلدية علامة على وجود ورم سرطاني في الأعضاء الداخلية. الترهل الرخو المكتسب هو مرض نادر يصيب النسيج الضام ويتميز بجلد طري الملمس ومترهل. وهذا المرض قد يكون علامة على سرطان الغدد الليمفاوية أو الورم النخاعي المتعدد multiple myeloma، ويمكن أن يتطور ليسبب الترهل لأعضاء داخلية ويفقدها مرونتها. والتشخيص السليم للمرض يمكن أن يساعد في إبطاء تطور المرض. نصائح طبية في الواقع إن الشخص نفسه هو خير من يلاحظ التغيرات غير العادية على جلده، ويوصي الأطباء بمراجعة طبيب الأمراض الجلدية في أقرب وقت ممكن في الحالات التالية: إذا لاحظت طفحاً جلدياً غير عادي لا يمكن أن يُعزى إلى سبب محدد. إذا تم تشخيص الطفح الجلدي ولم يستجب للعلاج المقرر. إذا رافق الطفح الجلدي حمى وآلام في العضلات أو أعراض أخرى غير عادية. عند فحص جلد المريض بحثاً عن علامات لسرطان الجلد أو أي نوع من أمراض الجلد، فإن طبيب الأمراض الجلدية يضع دائما في الاعتبار الانتباه لأي علامات غير عادية على الجلد والتي يمكن أن تشير إلى مشكلة طبية أخرى. فطبيب الجلد يمتلك الخبرة اللازمة لمعرفة دلالات التغيرات الجلدية التي تشير إلى أكثر من كونها مشكلة جلدية. ولذلك من المهم اختيار الطبيب الذي يتمتع بخبرة عالية في حال وجود تغيرات جلدية طارئة. فالقيام بذلك يضمن التشخيص السليم وفي بعض الحالات يساعد على وقف تطور حالة طبية أكثر خطورة. بريد القراء القشرة * هل هناك علاج للقشرة؟ وهل هي معدية؟ * القشرة ليست مرضاً معدياً، وهي عبارة عن توسف لخلايا الجلد الميت ولكن بدرجة شديدة، وهناك عوامل تزيد القشرة سوءاً وهي الاستعمال الكثير لبخاخات الشعر والجلي والطقس البارد والتدفئة الجافة في المنازل والاستعمال غير المناسب للصبغات وكذلك للقلق والتوتر النفسي دور في ذلك، أما علاجها، فالقشرة هي عملية طبيعية فلا يمكن أن تشفى ولكن يمكن السيطرة عليها. فالقشرة الحقيقية يمكن السيطرة عليها بغسل الرأس المنتظم بشامبو لطيف، فإذا لم تتم السيطرة عليها فلا بد من استعمال شامبو طبي يحتوي على مواد كيميائية يخفف من نسبة تكاثر الطبقة القرنية من الجلد. ثآليل في اليدين * طفلي لديه ثآليل في اليدين وحول الفم، بماذا تنصح؟ * الثآليل عبارة عن مرض فيروسي يصيب الجلد في مناطق مختلفة، فهناك طرق عدة لعلاج الثآليل ومنها العلاج بالتبريد باستخدام النتروجين السائل، التي تعتبر من الطرق الفعالة لعلاج الثآليل، وتكرر عملية العلاج كل 3 أسابيع تقريباً، وقد يحتاج المصاب إلى جلسات عدة للحصول على النتائج المرجوة، كذلك يمكن علاجه باستخدام جهاز ليزر الأوعية الدموية أو الضوء، وهذه الطريقة تعتبر من الطرق الحديثة لعلاج الثآليل، وقد يحتاج المصاب إلى جلسات عديدة بين كل جلسة وأخرى قرابة 3 أسابيع. والطبيب المختص هو من يحدد نوع وطريقة العلاج. صلع وراثي * سؤالي هل هناك فرق بين الصلع الوراثي والذكوري؟ وكيف يعالج؟ وشكراً. * الصلع الوراثي ويسمى كذلك الصلع الأندروجيني الذكوري يحدث في الرجال والنساء، وسببه اجتماع الوراثة مع الهرمون الذكري الذي يسمى الأندروجين، والاستعداد الوراثي لتساقط الشعر الذكوري أو الأنثوي ينتقل من أحد شقي الأسرة، ويبدأ بالظهور بعد البلوغ، حيث يخف الشعر تدريجياً حتى يسقط بعضه أو كله من مقدمة وأعلى الرأس، بينما لا يتأثر الشعر في الخلف وفي الجانبين.. بالنسبة للعلاج فهناك أكثر من خيار، فهناك العلاج الدوائي باستخدام محلول موضعي ولمدة طويلة، حيث يلاحظ المريض توقف تساقط الشعر بعد مرور 3 أشهر من استخدامه للمحلول. كذلك تناول دواء معين يومياً واستخدامه مع المحلول للحصول على نتائج جيدة. كذلك العلاج الجراحي وهو زراعة الشعر التي تؤمن حلاً دائماً للصلع، وهناك أيضاً المعالجات التجميلية المتضمنة للكريمات الملونة والبخاخات والبودرة والتي تستعمل على الشعر الناعم فتؤدي إلى تكثيفه طالما وجد شعر على الفروة، لذا فالموضوع مختلف من شخص لآخر حسب نوع المشكلة والتشخيص. علاج حب الشباب * أسمع كثيراً عن كريم فيتامين «أ»، هل تنصح باستخدامه؟ * كريم فيتامين A يستخدم في علاج حب الشباب في الحالات البسيطة إلى متوسطة الشدة، وفي السنوات الأخيرة ظهر أن هناك كريمات قد تساعد في عكس التغيرات كالتلف في أنسجة الجلد. وأثبتت الدراسات فعاليته في التقليل من التجاعيد البسيطة والنمش، وهناك بعض المضاعفات التي قد تحدث عند استخدام بعضها، ومنها تهيج الجلد، ويزيد من فرصته لحروق الشمس، ويتسبب الاستخدام الزائد في حدوث احمرار وتقشر. وعند استخدامها ينصح بالتالي: وضع الكريم في البداية كل ليلتين مرة واحدة، وفي حال كان جلدك شديد التحسس قم بغسله بعد وضعه بساعة أو ما يقاربها، وفي حال تهيج جلدك قم بتقليل عدد مرات استخدامك له، لكن في حال لم يتهيج الجلد قم بوضع الكريم كل ليلة وبالتدريج سيتعود الجلد عليه. وضعْ كمية صغيرة على جميع المناطق المصابة وانشرها قدر ما تستطيع أن تغطي الكمية، واستخدام دائماً واقي شمس على الجلد المكشوف في الصباح، وتجنب ملامسة العينين والأنف. وحمة دموية في القدم * عندي طفلة عمرها 3 أشهر، وظهر عندها وحمة دموية في القدم، هل تنصح بعلاجها؟ * الوحمات الدموية تظهر في العديد من الرضع عند ولادتهم أو بعد مرور بضعة أسابيع من الولادة بلون بني أو أحمر، وليس هناك سبب معروف لظهورها، وليس لها علاقة بأي شيء ممكن أن يحدث للأم أثناء الحمل، وهذه الوحمات قد تظهر في أي مكان من الجسم، وتنقسم إلى قسمين سطحي وعميق، وعادة يبدأ نموها خلال الأسابيع الستة من العمر، ويستمر لقرابة سنة، ثم تبدأ بالتحول إلى اللون الأبيض. وقرابة 50 % من الوحمات الدموية تصبح مسطحة عند عمر 5 سنوات، وتختفي العديد منها، ولكنها قد تترك في الغالب علامة بسيطة. أما بالنسبة لعلاجها بصورة عامة فهو يعتمد على مكان الوحمة؛ فالوحمات التي تنمو وتؤثر على وظيفة أي عضو في الجسم كالتي حول العينين، وتؤثر على التنفس أو حول الأذن، وتؤثر على السمع أو في الشفاه، وتؤثر على تناول الأكل، أو تكون متقرحة في المناطق التناسلية، ففي هذه الحالات يمكن اللجوء إلى ليزر الأوعية الدموية ولعدة جلسات بين كل جلسة وأخرى نحو 2 - 4 أسابيع، وخاصة خلال فترة نمو الوحمة، ويعطي نتائج جيدة.