تبرز في حياتنا بعض الشخصيات التي تترك بصمة لا تُنسى، ومن بين هؤلاء الشخصيات معالي أستاذي ومعلمي الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، الذي قدم استقالته من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية "عدة مرات" لأسباب صحية تمنعه من مواصلة قيادته لليمامة الصحفية، وقد قوبلت هذه الاستقالة من المجلس بمحاولات متكررة لأكثر من عامين لإقناع معاليه بالتراجع عنها. لم تكن هذه الاستقالة مجرد حدث عابر، بل كانت بمثابة تذكير لنا بقيمة الجهود العظيمة التي بذلها معاليه في سبيل تطوير المؤسسة وارتقاءها. لقد كان معاليه أحد المؤسسين لليمامة الصحفية مع الرجال الأوائل، حيث ساهم برؤيته الثاقبة وخبرته الأكاديمية العالية في تأسيس كيان قوي يُعبر عن الوطن ويخدم قضاياه. تُعتبر مؤسسة اليمامة الصحفية واحدة من أبرز الصروح الإعلامية في المملكة العربية السعودية، حيث لعبت دوراً ريادياً في تعزيز الثقافة والمعلومات. ولقد كان للدكتور رضا محمد سعيد عبيد، رئيس مجلس إدارتها، دورٌ محوري في هذا النجاح والتطور. إن الشكر والتقدير له ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير عن الامتنان للجهود التي بذلها من أجل الارتقاء بهذا الصرح الإعلامي. إن جهوده العظيمة في تشكيل هذا الصرح الإعلامي تُعتبر مثالًا يحتذى به في مجال الإعلام والإدارة فلقد أرسى أسسًا متينة لمبادئ الصحافة الأخلاقية والمهنية، وكان مشجعاً دائما على التمسك بذلك لما يسهم في تحسين الريادة الصحفية والإعلامية للمؤسسة. إحدى الصفات المميزة لمعاليه هي الهدوء في التعامل مع المواقف الصعبة. فهو يعرف تمامًا كيف يتعامل مع الضغوط بشكل متميز، حيث يعدّ أسلوبه في الحوار مزيجًا من اللباقة والحذر، مما يجعل المناقشات معه فعالة وبناءة. إن الاستماع الجيد والبناء الذي يقدمه معاليه يعكس مدى فهمه العميق لما يشرف عليه، ويمثل درسًا نادرًا في كيفية إدارة العلاقات الإنسانية. شخصياً تعلمت من معاليه الكثير واستفدت من تجربته الثرية ولطفه وتواضعه وأدبه الجم، حنكته في إدارة الأزمات والتعاطي مع التحديات، وجدت الرؤية الثاقبة في قراراته وخياراته، مستشرفاً المستقبل بشكل يثير الإعجاب مع القدرة العالية على تحليل الأحداث وقراءة التوجهات بشكل دقيق، فكلما واجهنا تحدٍ أو معضله، يظهر معاليه قدرته على التفكير الاستراتيجي ووضع الحلول المناسبة. لا تقتصر أهمية معاليه على كونه رئيساً لمجلس الإدارة فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى كونه الأستاذ والمعلم والذي يردد دائماً أن المسؤوليات الكبيرة تتطلب الوفاء والإخلاص وتغليب العمل الجماعي والتعاون كما يحرص على أن يشجعنا دائمًا على الابتكار والتفكير بشكل إيجابي ومتقدم، هذه البيئة التي خلقها لنا كانت سبباً رئيسياً في تطوير مهاراتنا وزيادة ثقتنا بأنفسنا جميعاً، حيث لم يكن يكتفي بتقديم التوجيه فحسب، بل كان يسير معنا في كل خطوة. نرفع دعائنا الدائم لمعاليه بالشفاء العاجل، متمنين أن يعود إلى حالته الصحية المعهودة وأن يجمع الله له بين الأجر والعافية، وأن يشفيه شفاءً لا يغادر سقما. وختاماً يمكن القول إن معالي الدكتور رضا لن يخرج من مشهدنا الإعلامي والإداري بل سيبقى موجهاً ومعلماً حيث أنه سيظل عضوًا في الجمعية العمومية للمؤسسة وسيبقى بفكره ونصائحه ملهمًا للكثيرين. شكراً أستاذي ومعلمي على كل ما قدمته لي شخصياً وعلى ما قدمته لنا جميعاً، وأدعو الله أن يمن الله عليك بالصحة والعافية، وأن يجمع الله لك بين الأجر والعافية، وأن يشفيك شفاءً لا يغادر سقما، ولنا في خلفكم سعادة أخي الأستاذ منصور بن محمد بن صالح بن سلطان الخير الكثير داعين الله تعالى أن يوفقه للاستمرار بالجهد العظيم الذي قدمتموه خلال رئاستكم للمجلس، حيث يتمتع الأستاذ منصور بمهارات قيادية فائقة ورؤية واضحة للمستقبل، فخبرته الواسعة في إدارة مجالس العديد من شركات القطاع الخاص وخبرته المتميزة كرجل أعمال لفترة طويلة تمكّنه من اتخاذ قرارات مدروسة وصائبة تصب في مصلحة اليمامة الصحفية وتطوير أنشطتها، كما يمنح شعورًا بالأمان والاستقرار لجميع الشركاء والموظفين. خالد الفهد العريفي