وصل الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي السبت إلى الولاياتالمتحدة في مستهل جولة مدتها أسبوع في منطقة الهادئ قال إنها تؤذن ببدء حقبة جديدة من الديموقراطية، لكنها قوبلت بتهديدات من بكين. ووصل تشينغ-تي إلى جزيرة هاواي الأميركية قبيل الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (17,30 ت غ)، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس يرافق الرئيس خلال رحلته. تعتبر الصينتايوان التي تحظى بحكم ذاتي، جزءا من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة واعتبارها دولة ذات سيادة. وسيزور لاي الذي يقوم بأول رحلة إلى الخارج منذ تولى منصبه في أيار/مايو، جزيرتي هاواي وغوام الأميركيتين، إلى جانب ثلاث دول حليفة لتايوان في الهادئ هي جزر مارشال وتوفالو وبالاو. وباتت هذه البلدان الجزرية الثلاثة الوحيدة في منطقة المحيط الهادئ من بين 12 دولة حليفة ما زالت تعترف بتايوان بعدما بدّلت بقية البلدان مواقفها بفضل وعود المساعدات والاستثمارات الصينية. وفي خطاب قبيل مغادرته، قال لاي إن الجولة "تؤذن ببدء حقبة جديدة من الديموقراطية المبنية على القيم" بينما شكر الحكومة الأميركية على "مساعدتها في جعل هذه الرحلة سلسلة". ولفت لاي إلى أنه يرغب في "مواصلة توسيع التعاون وتعميق الشراكة مع حلفائنا بناء على قيم الديموقراطية والسلام والازدهار". ونشرت تايوان أربع مقاتلات من طراز "إف-16" لمرافقة الطائرة التي تقل لاي ومسؤولين حكوميين وصحافيين، بينهم مراسل فرانس برس. وشكر لاي أثناء الرحلة جميع الأشخاص الموجودين في الطائرة على "السفر معا لتحقيق الانفتاح الدولي لتايوان". وقال "خلال الأيام السبعة المقبلة، سنعمل معا ليكون بإمكان تايوان الوصول إلى العالمية بشكل ثابت وواثق". وأثارت الرحلة ردود فعل غاضبة من الصين التي تعهّدت "سحق" أي مساع تايوانية للاستقلال. وتُحكم كل من الصينوتايوان بشكل منفصل منذ العام 1949 بعدما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة اثر هزيمتها أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ. * "تايوان مهمة" - وتعيش تايوان تحت التهديد الدائم من التعرض لغزو من الصين التي لم تستبعد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة. وتنشر بكين مقاتلات ومسيّرات وسفنا حربية في محيط تايوان بشكل شبه يومي للضغط من أجل تحقيق مطالبها، فيما ازداد عدد الطلعات في السنوات الأخيرة. ونظّمت مناورات عسكرية مرّتين في محيط الجزيرة منذ تولى لاي الرئاسة بينما تنتقد خطاباته وبياناته بشكل متكرر. وسبق أن توقف مسؤولون حكوميون تايوانيون في الأراضي الأميركية أثناء زيارات لمنطقة الهادئ أو أميركا اللاتينية، ما أثار حفيظة الصين التي ردّت أحيانا بتنظيم مناورات عسكرية في محيط الجزيرة. واعتبرت الخبيرة في الشؤون التايوانيةوالصينية لدى "صندوق مارشال الألماني في الولاياتالمتحدة" بوني غليسر أن جولة لاي في الهادئ كانت فرصة له "ليظهر لهذه البلدان والعالم أن تايوان مهمة". وقالت لفرانس برس "أعتقد أن جمهورية الصين الشعبية ترغب على الدوام في إشاعة انطباع أن تايوان معزولة وتعتمد عليها". وأضافت "عندما يسافر الرئيس التايواني إلى خارج تايوان، يعد الأمر تذكيرا بأن هناك بلدانا في العالم تمنح قيمة لعلاقاتها الدبلوماسية مع تايوان". وتابعت "بالتأكيد، عندما يتوقف في الولاياتالمتحدة فإن ذلك يكون تذكيرا برأيي لسكان تايوان بأن الولاياتالمتحدةوتايوان ترتبطان بشراكة وثيقة". والولاياتالمتحدة هي أهم داعم لتايوان وأكبر مزوّد لها بالأسلحة، لكن واشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه. وتأتي جولة لاي بعدما وافقت الولاياتالمتحدة على بيع قطع غيار لمقاتلات "إف-16" وأنظمة رادار ومعدات اتصال إلى تايوان في إطار اتفاقات يبلغ مجموع قيمتها 385 مليون دولار. وفي وقت سابق هذا الشهر، التقى وزير الخارجية التايواني لين تشيا-لونغ أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل. وكان اللقاء جزءا من توجّه لكبار المسؤولين التايوانيين للسفر إلى الخارج حيث يتم استقبالهم علنا رغم خطر تعرّضهم لإجراءات انتقامية من الصين، وفق ما أفادت غليسر فرانس برس. وقالت "أعتقد أن هناك حسّا بالأمان من خلال الأعداد. كلما ازداد عدد البلدان التي ترغب في القيام بأمر ما، أصبحت البلدان الأخرى أكثر استعدادا للقيام به". وأضافت "ازداد الوعي أيضا لمدى عدوانية الصين وسعيها لبسط سيطرتها، ولذا فإن الدول لديها الرغبة، إلى حد ما، بالوقوف في وجه الصين نظرا إلى أن سلوك الصين لا يروقها". وتابعت "وهناك أيضا اعتراف بدور تايوان في العالم، خصوصا في ما يتعلّق بالشرائح الدقيقة لأشباه الموصلات".