يحتفي العالم باليوم العالمي للتوائم الملتصقة، الذي يأتي في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام، بعد مبادرة من المملكة، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا ينص على تسمية يوم 24 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة، بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة. ويتزامن هذا الاحتفال مع انطلاق المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة برعاية ملكية، وبتنظيم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بترحيب عالمي، وحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من داخل المملكة وخارجها، كما يشارك فيه وزراء الصحة من الدول التي قُدّم منها توائم ملتصقة، ورؤساء المنظمات الإنسانية الدولية، والقيادات الصحية الدولية، ويستمر لمدة يومين 24-25 نوفمبر 2024م. ويعد المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة حدثًا فريدًا من نوعه؛ لأنه يحدث لأول مرة في العالم، حيث يُعنى بحالات التوأم الملتصقة، وتجربة المملكة الرائدة في هذا المجال التي انطلقت منذ العام 1990م عبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة واستمرت نجاحاته على مدى 35 عامًا تم خلالها إجراء 61 عملية فصل ناجحة. وتؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة أن العالم أصبح على موعد مع حقائق عن التوائم الملتصقة، حيث أشارت إلى أن معدل حدوث حالات التوائم الملتصقة يمكن أن يكون إصابة 1 من كل 50,000 ولادة، فيما تُقدّر نسبة المواليد الموتى بنحو 60%، مما جعلها تدعو إلى ضرورة معالجة حالة التوائم السيامية، من خلال رفع مستوى الوعي بحالاتهم على جميع المستويات ومن خلال اتباع نهج شامل طوال دورة الحياة، بالتعاون مع وكالات الأممالمتحدة ذات الصلة، فضلًا عن الدعوة إلى رفاهتهم وإدماجهم الاجتماعي، مع مراعاة المعايير والأعراف والمبادئ الدولية المتفق عليها ذات الصلة. وأضافت الجمعية أن الأجنة الملتصقة تُعد نوعًا نادرًا من التوائم المتطابقة التي تشترك في المشيمة والكيس الأمنيوسي، عندما ينقسم الجنين بعد 13-15 يومًا من الحمل، ويتراوح معدل حدوثها من 1 لكل 50,000 حالة ولادة. وتتوافق رؤية المملكة مع توجهات الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، دون تمييز من أي نوع، وهذا النهج الذي بادرت به المملكة خلال 35 سنة، أجريت خلالها أكثر من 60 عملية فصل ناجحة، شهد بها ولها العالم. وفي الوقت الذي تدعو فيه الأممالمتحدة إلى ضرورة علاج تلك الحالات، التي تُعد الأكثر احتياجًا وفقراً، كانت المملكة الرائدة في هذا التوجه، حيث فتحت أبوابها بمبادرات كريمة من ملوكها في كل العصور لاستضافة تلك الحالات ومن كل دول العالم، وإجراء تلك العمليات بالمجان، مع الاستضافة والرعاية الصحية والاجتماعية لجميع الحالات ومرافقيها قبل وأثناء وبعد الجراحة وخلال المتابعات لسنوات طويلة، مع الحرص على التواصل الدائم مع من تم فصلهم، وذويهم، وقد يصل الأمر إلى التواصل مع حكوماتهم، في الوقت الذي أطلقت فيه المملكة البرامج التوعوية والرياضية لتعزيز الصحة البدنية والعقلية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، توافقًا مع توجهات الأممالمتحدة، وتعزيزًا لفلسفة احترام حقوق الإنسان وكرامة الشخص والمساواة وعدم التمييز. وتشدد الجمعية العامة على الحاجة إلى تكثيف الجهود الرامية إلى إقامة نظم صحية جيدة تتمحور حول الإنسان، تتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود، وتعزيز إقامة شراكات عالمية متينة مع جميع الجهات المعنية صاحبة المصلحة من أجل دعم جهود الدول الأعضاء على نحو تعاوني، لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وغيرها من الغايات المتصلة بالصحة من أهداف التنمية المستدامة.