انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع ترويجية لبيع المستلزمات والسيارات والخيام والبيوت الجاهزة و(الكرافانات) والأجهزة الكهربائية المتنوعة والتي يتم عرضها بطريقة احترافية باستخدام الذكاء الاصطناعي مع تركيب الصوت في الإعلان باللهجة السعودية لتضليل الناس ودفعهم لمتابعة هذا المشهد المصور باحترافية تامة تجعل من يشاهد هذا الإعلان يندفع خلفه دون تردد، الأمر الذي يوقعه في الفخ من قبل هؤلاء المستغلين لطيبة وثقة كثير من الناس، وهم في الأصل غير موجودين داخل المملكة بل هم خارجها أو قد يكونون داخل المملكة بأسماء وهمية وحسابات بنكية مستغلة من قبلهم وهي بأسماء أشخاص لا يعلمون عن ذلك أو قد يعلمون وهم متواطئون معهم، فقد حصل لي موقف مع أحدهم وكنت أعلم أن إعلانه غير صحيح بسبب قيمة ما هو معروض في المقطع وهو عبارة عن (كرافان ) متنقل، حيث ذكر المعلن أن قيمته 6000 ريال وهذا شيء غير معقول، فقمت بالاتصال به أنا وأحد الأخوان لدفع المبلغ كاملاً واستلام المنتج منه مباشرة، فبدأ يذكر أعذارًا وهمية توحي بعدم مصداقيته، وقال أرسلوا لي حوالة بمبلغ ألف ريال تكون بمثابة عربون للشراء، فقلنا له نحن جاهزون للشراء مباشرة في نفس الوقت والاستلام بعد الدفع، فقال إني في شمالي المملكة، قلنا له نرسل لك مندوباً من قبلنا هناك، فقال لا يمكن؛ لأن المصنع لا يوجد به حالياً سوى منتج واحد وسنقوم بتصنيع طلبكم بعد دفع المبلغ، وعندما طلبنا منه موقع المصنع بدأ يتهرب من الموضوع بطريقة احترافية في الكذب المتواصل، حتى أنهى المكالمة معنا للبحث عن زبون آخر، وقمنا بالاتصال به من رقم آخر وقام بالرد واتباع نفس الطريقة التي عملها معنا في المحادثة السابقة وهو لا يعلم أننا نحن من اتصل به وانتهى السيناريو مثلما بدأ في الاتصال السابق. ولقد أثلج صدري ما قامت به وزارة التجارة من ضبط هؤلاء المخادعين والمخالفين لنظام الإعلانات التجارية وتطبيق العقوبات عليهم، ولكن الأهم من ذلك هو أن يكون الجميع على حذر من هذه الإعلانات التي تنتشر في أجهزة التواصل الاجتماعي بطريقة مهولة وبأسعار لا تصدق، فيصبح المتابع لهذه الإعلانات ضحية لهؤلاء الذين لا يهمهم إلا الكسب المادي ولو كان حرامًا أو غير مشروع، فهو من أكل أموال الناس بالباطل، ولعل وزارة التجارة تقوم بوضع حد لكل من يضع إعلاناً دون ترخيص في وسائل التواصل الاجتماعي للحد من انتشار الإعلانات للمنتجات التي بدأت بشكل مخالف للأنظمة والتعليمات، حيث من المعلوم أن نظام وزارة التجارة في الإعلانات والتخفيضات يخضع لضوابط مقننة في نظام السجل التجاري بالتنسيق مع الغرف التجارية. يجب أن يحذر كل منا من هذه العصابات التي تزداد يوماً بعد يوم وبطرق جديدة وبأساليب متنوعة لا يكلون ولا يملون، وهم مجموعات لهم مناطق ومراكز منتشرة يتواصلون بينهم لاستهداف ضحاياهم بين فترة وأخرى، ولديهم شبكات اتصال داخل وخارج المملكة، وقد حذرت منهم الجهات المختصة عدة مرات لحماية الجميع من هؤلاء اللصوص، لعل الكل منا يحذر أسرته وأبناءه من هذه الفئة التي لن تتوقف إلا بعد أن ننشر الوعي بيننا ونكشفهم على حقيقتهم. وختاماً، نسأل الله أن يحمي الجميع من هؤلاء الذين لا يردعهم وازع ديني ولا خوف من الله. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي