في خطوة تهدف إلى حماية القيم المهنية وصيانة كرامة المرضى، أعلنت وزارة الصحة عن اتخاذ إجراءات صارمة بحق بعض الممارسين الصحيين الذين نشروا مقاطع فيديو مخالفة لأخلاقيات المهنة على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء هذا التحرك ليعكس حرص الوزارة على تعزيز ثقة المرضى في الممارسين الصحيين وضمان بيئة صحية قائمة على الاحترام والمسؤولية. الثقة بين المريض والممارس الصحي هي حجر الزاوية في العلاقة العلاجية؛ فهي تشكل الأساس الذي يمكن من خلاله تقديم رعاية صحية فعّالة وداعمة للمرضى. ومن هنا تبرز أهمية التزام الممارسين الصحيين بأعلى معايير السلوك المهني داخل المنشآت الصحية وخارجها، إذ إن أي سلوك لا يحترم خصوصية المرضى أو ينتهك حقوقهم يمكن أن يؤدي إلى تآكل هذه الثقة، مما ينعكس سلبًا على جودة الرعاية المقدمة. ولتجنب تكرار مثل هذه المخالفات، أقترح تعزيز الوعي المهني للممارسين من خلال برامج تدريبية تركز على أخلاقيات المهنة وأهمية الالتزام بمعايير السلوك المهني، بما يشمل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة تليق بمكانة الممارس الصحي. كما يمكن أن يُساهم تفعيل نظام رقابي داخلي على المحتوى الذي ينشره الممارسون الصحيون في تعزيز الالتزام بالقيم المهنية، مع فرض عقوبات رادعة لكل من يخالف هذه الضوابط. هذه الإجراءات ليست فقط لضبط السلوكيات، بل تهدف بالأساس إلى ترسيخ الثقة بين المرضى والممارسين الصحيين، وضمان أن تبقى الخدمات الصحية في المملكة واجهة مشرفة تحترم حقوق الأفراد وكرامتهم، وتضع رضا المريض وثقته في مقدمة الأولويات.