تستند السياسة السعودية تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أسس قوية تتمثل في إرساء العدالة وتقديم حلول دائمة تحفظ الأمن والاستقرار للمنطقة التي تعاني من النزاعات ردحا من الزمن، لذلك تسعى المملكة إلى ترسيخ السلام من خلال نهج واقعي يبتعد عن الأوهام والدعايات، عبر مشروع المبادرة العربية للسلام، تُظهر السعودية فيها التزامها الثابت بتحقيق الحلول الدبلوماسية، كما تستمر في تفعيل جهودها الجادة لتطبيق هذه المبادرة كوسيلة رئيسية لتحقيق تسوية سلمية، وفي خضم الضغوط والتحديات الراهنة، تؤكد السعودية على أهمية تبني حل الدولتين كشرق واحد للتقدم نحو السلام، وهو ما يعكس إدراكًا متزايدًا بأن أي مسار مستقبلي يجب أن يعتمد على أسس عادلة ومستدامة، إذ يعتبر هذا الحل محوريا لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية. السعودية تطلق التحالف الدولي خدمة للقضية الفلسطينية تحرص المملكة في المحافل الدولية على الدفاع على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المشروعة، وسعت من خلال عرض رؤيتها إلى إنهاء الصراع بما يخدم مصلحة القضية ووضع حد لإراقة الدماء، والمملكة لم تألُ جهدا في العمل على تحقيق سلام شامل ووقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تحصد أرواح الأطفال والأبرياء. إن المملكة لم تمض نحو شعارات طنانة، بل سعت آناء الليل وأطراف النهار إلى تحقيق حل عادل لقضية فلسطين العادلة، وفي ظل هذه الجهود الكبيرة، تمكنت المملكة من إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بمشاركة تسعين دولة ومنظمة تشارك جميعها في إنشاء الدولة الفلسطينية، وإن هذا التحالف الدولي مهمته الأساسية إعادة تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ارتجت وتزعزعت، والعمل على توحيد الجهود الدولية وتفعيل الدعم السياسي والاقتصادي لبناء الدولة الفلسطينية، والوصول إلى حل الدولتين. المبادرة العربية للسلام.. السبيل الوحيد لتعزيز الاستقرار في المنطقة تُعتبر رؤية السعودية لحل الدولتين جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتضمن هذه الرؤية دعوات مستمرة لتشجيع الحوار البناء بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لذلك تعمل المملكة على دعم جهود الوساطة التي تقودها أطراف دولية، مثل الأممالمتحدة، في محاولة لتقريب وجهات النظر المختلفة، إدراكا منها لتعقيدات النزاع وتداعياته على أطراف النزاع وعلى المنطقة بأسرها، لذلك نجد السعودية تدعو باستمرار دون كلل أو ملل إلى تنظيم مؤتمرات دولية تشمل جميع الأطراف المعنية، بهدف تعزيز التعاون وخلق بيئة ملائمة للتفاوض، كما أن الرياض تحرص على تسليط الضوء على أهمية الدعم الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين في الخارج، باعتبار أن هذا الدعم يساهم في تعزيز الاستقرار والسلم الداخلي في الأراضي الفلسطينية، مما يسهل تحقيق حلول دائمة، فمن خلال هذه الجهود، تُظهر السعودية اختياراتها الواعية في استخدام الدبلوماسية كأداة لتحقيق الأمل للعيش بسلام في منطقة تشهد فيضًا من الأزمات، مما يجعل موقفها مركزياً في صياغة مستقبل مشرق للسلام الدائم.