تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الساحة السياسية شرق أوسطية، حيث تتبنى رؤية واضحة لدعم القضية الفلسطينية، تسعى السعودية إلى تحقيق سلام عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة. سوف نستعرض مختلف جوانب الدور السعودي في دعم فلسطين، ونسلط الضوء على المساعدات الإنسانية والتمويل والدعم السياسي المقدم للسلطة الفلسطينية. تحظى القضية الفلسطينية بمكانة خاصة في السياسة السعودية منذ التأسيس، حيث يعتبرها الملك والحكومة من أولوياتهم الاستراتيجية، ولاشك أن دعم فلسطين لم يقتصر فقط على الدعم المادي، بل يشمل تعزيز حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، فالسعودية تؤمن بأن تحقيق الاستقرار في المنطقة مرتبط بشكل مباشر بحل القضية الفلسطينية. قدمت السعودية على مر السنوات مساعدات إنسانية كبيرة لفلسطين، تشمل الغذاء، الدواء، والدعم اللوجستي، ولا يمكن إخفاء أن هذه المساعدات ساهمت بشكل أو بآخر في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي عانى من الأزمات والتهجير، وإن هذه الجهود المبذولة تشكل جزءًا لا يتجزأ من التزام السعودية بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب المتضررة من الحروب والأزمات، لذلك حرصت السعودية على تزويد السلطة الفلسطينية بالتمويل الضروري لمساعدتهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، من خلال هذه المساعدات، تستهدف السعودية إبقاء المؤسسات الفلسطينية قائمة وتعزيز قدرتها على تلبية احتياجات المواطنين، ولاريب أن الدعم المالي السعودي كان له أثر إيجابي على تحسين الخدمات الأساسية في المجال الصحي والتعليمي. إن المتابع لخط المملكة العربية السعودية يدرك دورها الرئيس في التحركات السياسية لنصرة القضية الفلسطينية، تجدها تشارك في العديد من المساعي الدولية، تسعى المملكة إلى حشد الدعم العربي والدولي لمساندة الحقوق الفلسطينية، كما تحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة لدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. في عام 2002 عقدت قمة بيروت، حيث قدمت السعودية مبادرة السلام العربية، والتي تدعو إلى حل الدولتين، وشكلت هذه المبادرة خطوة تاريخية في مسار العمل الجاد، وعلامة على التزام السعودية بتحقيق حل دائم ينهي الصراع العربي الإسرائيلي. وترى السعودية أن إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة هي السبيل لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، وإن الأمر يتطلب الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وضمان سلامتهم واحترام كرامتهم، فقيام دولة فلسطينية مستدامة تؤمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة. خلاصة القول: تدعو المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي إلى بذل جهود أكبر لتحقيق السلام العادل في المنطقة. إن السلام يتطلب إرادة سياسية والتزاماً حقيقياً من جميع الأطراف، لذلك راينا كيف أن السعودية تسعى لخلق بيئة مواتية للحوار والتفاوض، مع التأكيد على أهمية حفظ الحقوق الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.