من أروقة القصر الإمبراطوري في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، أطلقت اليوم هيئة المتاحف أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر تحت عنوان "فن المملكة"، لتُخرج المشهد الفني السعودي إلى المسرح العالمي. تحت عنوان«إضاءات شاعريّة"، تقدّم النسخة الافتتاحية من المعرض مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة، من لوحات وأعمال تركيبية ومقاطع فيديو، تحمل توقيع سبعة عشر فناناً سعودياً معاصراً هم: سارة أبو عبدالله وغادة الحسن، أيمن يسري ديدبان، أحمد ماطر، إيمي كات محمد الخطيب، أيمن زيداني، شادية عالم، ناصر السالم، منال الضويان، لينا قزاز، محمد شونو، سارة إبراهيم، دانية الصالح، فيصل سمره، فلوة ناظر، معاذ العوفي، عهد العمودي. وبالرغم من تنوّع خلفياتهم وممارساتهم الفنية، اجتمع هؤلاء الفنانون ليقدّموا إبداعات تسلط الضوء على تاريخ المملكة وذاكرة شعبها وتراثها الثقافي، ممّا يوفرّ للجمهور البرازيلي والعالمي فرصة استثنائية لاستكشاف الفن السعودي المعاصر ومساهماته في بناء سرديات ثقافية جديدة. وعلى هامش هذا المعرض، أشارت المستشارة في وزارة الثقافة منى خزندار، إلى أن "الفن لغةٌ توحّد الشعوب والثقافات، ومعرض فن المملكة خير مثال على هذه الرسالة". وأضافت: "يشهد هذا المعرض على تميّز المواهب الفنية المعاصرة في المملكة، ويقدّم للفنانين مساحةً لمشاركة قصصهم ورؤاهم مع العالم. ينطلق هذا المعرض من ريو دي جانيرو في خطوة تعكس توجّه الوزارة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتقديم إبداعات الفنانين السعوديين للعالم". وفي سياق حديثها عن مفهوم النسخة الافتتاحية للمعرض، طرحت القيّمة الفنيّة ديانا وشسلر سؤالين جوهريين: "هل يمكن التعبير عن الثقافة من خلال الفن المعاصر؟ وكيف تساهم الفنون البصرية في إعادة صياغة السرديات عن المجتمع والذاكرة والماضي والحاضر؟" مؤكدةً أن المعرض يناقش هذه التساؤلات عبر مجموعة مختارة من الأعمال الفنية، مستنداً إلى مفهوم "الإضاءة الشاعرية" الذي يرمز إلى تسليط الضوء على العالم الذي نعيشه، لنغوص في قصص الماضي وأحلام الحاضر ورغبات المستقبل. يتناول المعرض موضوعين رئيسيين: الأول يرتبط بالصحراء كرمز للرحابة واللانهاية وعمق الحياة، والثاني يتناول فرادة التقاليد الثقافية وتطور الثقافة البصرية بين الماضي والحاضر. ويساهم موقع المعرض في إضفاء جمالية عليه، إذ تخلق أجواء القصر الإمبراطوري في ريو دي جانيرو حواراً بين السياق التاريخي العريق لهذا القصر والموضوعات التي تتناولها الأعمال الفنية المعاصرة المعروضة. يذكر أنّ المعرض انطلق في البرازيل بالتزامن مع انعقاد قمة مجموعة العشرين، على أن ينتقل للرياض في مطلع العام "2025" ليستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس، قبل أن يُقدَّم في المتحف الوطني الصيني في بكين في نهاية العام نفسه. حيث تسعى هيئة المتاحف من خلال معرض "فنّ المملكة" الى تمكين الفنانين السعوديين والترويج لهم من خلال عرض إبداعاتهم للجمهور العالمي، بالإضافة الى المساهمة في تعزيز المكانة الثقافية للمملكة على الساحة الدولية.