تظل المملكة والولاياتالمتحدة حليفتين قويتين على مدى أكثر من ثمانين عاماً، ارتبطتا بعلاقات وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل والمصالح المشتركة، وحظيت العلاقات الثنائية بين البلدين بمكانة خاصة لدى الجانبين؛ نظراً لتاريخها الذي يعودُ إلى عام 1933 حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية في ذلك الوقت، وفتحت السفارة الأميركية في جدة في عام 1944 وانتقلت إلى الرياض في عام 1984. تتقاسم المملكة والولاياتالمتحدة اهتماماً مشتركاً بالأمن، ومصادر النفط ووارداته، بالإضافة إلى الأمور الدولية والتنموية مثل أسلوب السلام في الشرق الأوسط، ولا شك بأن الولاياتالمتحدة تعد أكبر شريك تجاري للمملكة، علاوة على ذلك تعتبر المملكة من جهتها أكبر سوق للصادرات الأميركية في الشرق الأوسط. بإشراقة القرن الحادي والعشرين، تظل اهتمامات الجانبين على المجالات المختلفة، التكنولوجية، والتجارية، والإنسانية، حيث يلعب الدور الفريد للمملكة في العالمين العربي والإسلامي، واحتفاظها بثاني أكبر احتياطيات من النفط في العالم، وموقعها الاستراتيجي، دورًا في العلاقة الثنائية طويلة الأمد. يوم يفصلنا عن انتخابات الرئاسة الأميركية 2024م، ومعرفة الرئيس المقبل الذي سيتسلم مفاتيح البيت الأبيض، وسيكون رئيساً لأكبر دولة في العالم لأربع سنوات مقبلة، وأياً كان الرئيس دونالد ترمب الرئيس الجمهوري السابق أم كامالا هاريس من الحزب الديموقراطي، المملكة ستتعامل معه سواء كان جمهورياً أم ديموقراطياً، وسيكون التعامل في هذا الشأن على أساس العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة الأميركية وليس مع الأشخاص، وجدير بالذكر أن هذا ما أكّد عليه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وأن هناك علاقة وشراكة مهمة جداً تربط الولاياتالمتحدة بالمملكة. وبالمقابل تجدر الإشارة إلى ما أكد عليه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، خلال جلسة حوارية ضمن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الأخير في الرياض، في أن «العلاقات مع أميركا هي الأفضل على الإطلاق، وهناك شراكة اقتصادية شاملة معها، وليس لدى المملكة تفضيلات بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث إننا جاهزون للعمل مع أي من المرشحين والذي سيقرره الناخبون الأميركيون». المملكة تعد من أقرب الحلفاء لأميركا وأقوى المستثمرين الاقتصاديين في الشرق الأوسط كما أظهر التاريخ، فإن الصداقة السعودية - الأميركية مستمرة، وتجاوزت العديد من العواصف، وهو ما يعكس نضوج التوافق بين الدولتين.