رحل مانشيني، ولكي نكون منصفين وواقعين، فإن مانشيني مدرب كبير وله وزنه، وكنا جداً متفائلين به أن يحقق مع المنتخب ما نصبو إليه ونتمناه، لذلك نتعلم من تجربة السيد مانشيني، ونقول إن المنتخب السعودي الوطني الأول، في أي معترك رياضي إقليمي أو عالمي، لا بد وأن يكون حيز البدلاء جاهز، الفكرة باختصار أن مانشيني لم يستطع أن يوظف إمكانيات اللاعبين لديه وفق خطته، وبالتالي كان عليه إما تغيير اللاعبين وهذا أمر صعب، أو تغيير خطته، وهذا أمر لا يعرفه مانشيني، لأنه لديه أسلوب خاص به، وأسلوبه لم ينجح مع الأخضر الأول، ولهذا أتى قرار الاستغناء عن خدماته، وقرار عودة رينارد الفرنسي إلى المنتخب، وإن كان مفاجئاً بالنسبة لي، لكني أراه قراراً منطقياً، حيث إننا قد نواجه مشكلة لو تم اختيار مدرب جديد، يحتاج إلى وقت لكي يعرف اللاعبين وحتى أسلوب الحياة في المملكة، لكن رينارد يعلم من هم اللاعبين، ويعلم مراكز قوة الأندية لدينا، ويعرف كيف هي الحياة في المملكة بشكل عام. أمام رينارد مهمة ليست سهلة، فهو ليس فقط يريد إعادة المنتخب إلى وضعه السابق حين كان يتولى تدريبه ووصله به إلى كأس العالم 2022 الدوحة، نعم، اللاعبين تغيروا، تشكيلة 2022 لم يتبق منها الكثير، نعم، اللاعبون في الدوري السعودي الجديد لم يعودوا يلعبون بنفس الوتيرة سابقا، لذلك فإن على رينارد الآن ليس تعديل الخطة فقط، بل البحث عن اللاعب الجاهز في دوري صعب وتنافسي، وعموما التشكيلة الحالية ليست سيئة، لكن تحتاج إلى إعادة توظيف كسالم الدوسري، تغيير خطة اللعب من حيث التنظيم الدفاعي وأسلوب لعب الوسط، وتنويع الخيارات الهجومية. ولكن لدينا مهمة أخرى، بل حاجة ملحة ضرورية، وبما أنه دخلنا في تغيير المدرب بشكل سريع، وفي ظروف استثنائية تلزمنا العودة في منافسات كأس العالم من جديد، الظروف الاستثنائية تحتاج إلى إجراءات استثنائية، وفكرتي تكمن أنه مع عودة رينارد، نحتاج إلى وجود مدرب وطني سعودي معه، ليس مجرد مساعد مدرب، بل مدرب وطني يكون محاضرًا مستعدًا لأي ظرف قد يحدث، نعم، رينارد حالياً هو الخيار الأمثل، لكن لا بد أن نكون مستعدين بخطة بديلة تحسباً لأي ظرف أو طارئ، أعيد وأكرر الظروف واللاعبون والدوري حين كان رينارد سابقاً ليسوا نفس ما هو عليه الحال اليوم. كذلك وتحت بند «ولكن»، نريد أن نقوم بحملة إعلامية قوية جداً نضخ فيها روحاً معنوية عالية تنافسية في لاعبينا، نريد حملة على مستوى عال جداً تجدد ثقة لاعبينا بأنفسهم، لا مانع من عمل احتفالية كبيرة اسمها سوف نعود، أو جولة لهم في بعض مدن المملكة ومرافقها السياحية التاريخية التراثية، نريد أن يعرفوا أن الوطن كله وراءهم يدعمهم، نريد أن تعود لهم روح التحدي، وأن ما فات يمكن تعويضه، ليس مطلوب منكم سوى أن تظهروا بما يستحق اسم المنتخب السعودي أن يظهر به، ليتشارك الجميع بهذه الحملة، الثقافة والرياضة والسياحة والترفيه وأندية المجتمع المحلي والمؤثرين والإعلاميين. كذلك ولا بد أن يكون هناك إجراءات صارمة قوية تجاه بعض الإعلاميين المغردين خارج السرب، إعلاميون يلبسون روح التعصب لأنديتهم، لا بد وأن يعرفوا أنه المساحة والحرية لهم متوفرة، لكن حين يصل الأمر إلى المنتخب السعودي الوطني، فإما أن تكون مساعداً ومسانداً وإما فلتصمت، نعم حرية الانتقاد البنّاء لا بد منها، ننتقد خطة لعب، أو أسلوب لعب، ننتقد بما يخدم المنتخب، وليس بما يؤثر على نفسيات اللاعبين، لا بد من وقفة مع الذات أولاً، ثم لا بد من إجراءات رسمية نظامية، لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب.