مباراتان تفصل بينهما ثلاثة أيام، الأولى نسحق فيها منتخب جمايكا ب 3 أهداف دون مقابل، والثانية نخسر بهدفين مقابل هدف، الأمر ليس في تغير الخطة أو التكتيك أو تطور مستوى الخصم، بل الأمر في أن التشكيلة التي لعب بها المدرب هيرفي رينارد في المباراة الأولى لم تكن هي نفسها في الثانية، بسبب غياب لاعبين مهمين ومؤثرين مثل سالم الدوسري وسلمان الفرج وياسر الشهراني وعبدالمجيد الصليهم المستبعدين، بالإضافة الى أيمن يحيى الذي أصيب بفيروس كورونا عشية المباراة، ومن هنا نطلق في الوقوف على أسباب الخسارة وعلى الحلول. نعلم جيدا أن كل منتخب أو ناد في العالم يكون لديه قوته الضاربة الأساسية التي يلعب بها، والتي تمثل التشكيلة الأساسية، وأن غيابات مؤثرة لأعضاء هذه التشكيلة قد تضطر الفريق أو المنتخب أن يلعب بأسلوب مختلف أو بمستوى أقل، ولكن لا يعني علمنا بهذه الجزئية أن تصبح نظرية ثابتة لا يمكن تعديلها أو تجاوزها، خاصة ونحن نتحدث عن المنتخب الأول الذي بكل تأكيد موفر له كافة الإمكانيات، ولديه مخزون رائع من اللاعبين البدلاء من الدوري السعودي، وفي حال حدث خلل في المباريات الرسمية وطرد أو أصيب لاعب أو لاعبين مؤثرين، ما الحل ومن هم البدلاء؟ لا أعلم لماذا برنارد في المباراة الثانية لعب بالأسلوب المفتوح أمام جمايكا، بما أنه فاز بالأولى ولديه غيابات مؤثرة، لماذا لم يلعب بأسلوب دفاعي من باب تجربة الخطة البديلة، خاصة أن منتخبنا كان البادئ في التسجيل، إغلاق المنطقة الدفاعية واللعب على المرتدات مع الحفاظ على السيطرة في منتصف الملعب، لا أقلل من شأن جمايكا أبدا، ولا من شأن أي فريق، بل دائما الخوف من الفرق التي قد نعتقد أنها أقل منا في المستوى والقوى، نعم هي مباراة تجريبية، ولكن كم من المباريات التجريبية متاح لنا قبل الذهاب إلى مواجهات ومنافسات التأهل لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. وأيضا هنالك استفسار، هل اللاعبون مثل الدوسري والفرج والشهري والغنام من لاعبي الفرق الرئيسة المشاركين بالدوري، يحتاجون إلى مشاركات أكثر في المباريات التجريبية، أم نحتاج إلى مشاركة أوسع وأكثر للاعبين آخرين من الصف الثاني البدلاء في الأندية؟ قد يحتاج المدرب إلى تجربة لاعبي النخبة في مباراة أو أكثر، لكن من المفترض أنهم على مستوى عال من التدريب والتأهيل الذي يمكنهم من المشاركة مع المنتخب دون الحاجة إلى إشراكهم في مباريات تجريبية كثيرة، مع إعطاء فرص للآخرين في اللعب كأساسين بشكل أكثر وأكثر تركيز. الوقت يداهمنا، والخلل دائما لدينا في المواجهات الأولى، ومواجهات الفرق التي قد نظن أنها أضعف منا، لهذا نتمنى في ظل الظروف الحالية أن يعتمد برنارد على خطة لخلق تشكيلة أساسية من غير اللاعبين المصنفين قوة ضاربة أو صف أول، وأن نعمل على صناعة منتخب قوي بتكتيكه وخططه وليس فقط بأسماء لاعبيه، نريد أسلوبا خاصا بنا، نخسر نكسب الأمر يعتمد على ظروف أخرى، لكن أن تكون خطتنا تعتمد على المدرب الذي يتولى زمام إدارة المنتخب، أمر أراه فاشلا وتم تجربته كثيرا، خاصة حين نواجه بعض المطبات ونغير المدرب ونأتي بجديد وخطة جديدة وتكتيك جديد. إيطالياألمانياالبرازيلاليابان مصر، كل هذه منتخبات لها أسلوبها الثابت، التطوير يعتمد على اختيار التشكيلة المناسبة ودراسة الخصم، لكن لها أسلوبها سواء دفاعيا أو هجوميا أو شاملا ...إلخ، ونحن نريد أن نكون مثلهم، والأمر ليس بصعب ولا مستحيل أبدا.