لطالما كنت مدافعاً عن مانشيني، واعتبر أنه سيبني لنا منتخباً قويًا صاحب روح وأسلوب متميز في آسيا، رغم كل العثرات إلا إنني كنت مقتنعاً أنها بسبب تراكمات سابقة، وأن مانشيني لديه القدرة والإمكانية لمعالجة كل شيء والعودة بسيد آسيا إلى مساره الطبيعي، لكن وللأسف ومن مباراة الأردن التي خسرناها، إلى مباراة إندونيسيا الأخيرة، أصبح واضحاً جلياً، أن وضعية منتخبنا وعناصره، أبداً لا يصلح معها المدرب الإيطالي مانشيني، وأن وصمة عدم تأهل إيطاليا للمرة الأولى لكأس العالم، قد جعلت من مانشيني غير قادر على التجدد والتجديد والتطوير. نعلم جيداً أن الوقت الآن غير مناسب بشكل عام لإجراء تغيير في المدرب، وكنت حذرت في تغريدة سابقة من مباريات الافتتاح أمام إندونيسيا، وأن تفريط النقاط اليوم، سندفع ثمنه غداً، نعم الفرصة ما زالت قائمة وقوية، ولكن الوضع العام للمنتخب لا يطمئن أبداً، خاصة ونحن نشاهد مباريات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، وكيف أن الفرق جميعها بلا استثناء تطورت وحسنت من أدائها وأسلوبها، فلسطين صنعت المستحيل بتعادلها أمام أستراليا، وإندونيسيا صنعت المستحيل بإحراجنا. الحديث عن أن لدينا نقصاً في اللاعبين المشاركين مع أنديتهم، لعله كلام صحيح يؤثر بكل تأكيد، ولكن ليس على دولة كالسعودية، فلدينا القدرة على إيجاد لاعبين مهرة وأكفاء وبأعمار سنية متنوعة، علينا أن نبدأ فعلياً بعملية الإعارة لنجومنا السعوديين الذين لا يلعبون كل الوقت مع أنديتهم، لاعب بحجم كنو لا ينفع أن يكون احتياطياً طوال الموسم مع ناديه، ثم مشاركته مع المنتخب، نستطيع عمل إعارات قوية لدوريات عربية وآسيوية وعالمية، نضمن من خلالها مشاركة لاعبينا السعوديين باستمرار. حقيقة أن بقاء مانشيني أصبح بلا فائدة، خطته وإن كانت نوعاً ما جيدة، لكنها لم تنجح لعدم توافر العناصر المناسبة لتنفيذها، الاستحواذ السلبي أمر أصبح تكتيكاً لدى السيد مانشيني، ولاعبونا أصبحوا يميلون إلى الانضباطية المفرطة أكثر مما يجب، فقليلاً من الروح المتمردة الوطنية لا يمنع يا نجوم الأخضر، نريد أن نعرف ماذا يحدث داخل معسكركم؟ أنتم تلعبون في أندية قوية ومع مدربين عالميين، فهل ترون أن أسلوب خطة اللعب لدى السيد مانشيني مناسبة؟ هذا منتخب وطنكم، فلا ضير إن تحدثتم ضمن نطاق وطني ملتزم، لكن نريد أن نسمع منكم، النتائج وإن كانت تعبر عن واقع الحال السلبي، لكن سماع صوتكم وآرائكم أيضاً مهم جداً. ما زلنا نطمح بمنتخب قوي، يتسيد آسيا، يتأهل لكأس العالم، يتأهل للدور الثاني والثالث ودخول المربع الذهبي أسوة بمنتخب المغرب العربي الشقيق، مقتنعون أننا قادرون ونمتلك الإمكانيات، ومقتنعون أيضاً أنه لدينا خلل في المنظومة الفكرية الإعلامية، الإعلام الرياضي لا يشكل رافداً لتصويب الوضع في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل عبئاً كبيراً عليه بسبب التعصب، كلي ثقة أنه في الأحاديث الجانبية وبعض المعلن منها، فإن كبوتنا أمام إندونيسيا وحسب أقوال بعض هؤلاء الإعلاميين، عدم مشاركة لاعب من ناديه المفضل، أو مشاركة لاعب من نادي خصم آخر. نتمنى على سمو وزير الرياضة أن يتدخل، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، لا بد من تصويب وضع المنتخب الآن، لا بد من وجود مدرب مؤهل وقادر على إصلاح ما أفسدته منهجية السيد مانشيني، والذي أكن له كل الاحترام وأقدره كمدرب كبير، ولكن لم يعد ينفع ويصلح لمنتخبنا، بل وأجزم أنه كرويا وكفكر تدريبي قد أفلس الرجل، نريد مدرباً محنكاً يعرف كيف يفجر الطاقات لدى اللاعبين، ويعرف كيف يختار اللاعب الصح في المكان الصح. أن نصل متأخرين، خير من ألا نصل أبداً. د. طلال الحربي مانشيني د. طلال الحربي - الرياض