تكتسب مدينة «دافوس»، الصغيرة، التي تقع شرق سويسرا، دورًا حيويًا بالغ الأهمية، على الساحة السياسية والاقتصادية والتجارية العالمية والسياحية، وتشتهر المدينة باستضافتها لأشهر وأهم الأحداث الاقتصادية العالمية، وهو منتدى دافوس العالمي الذي يضم أبرز القادة المديرين التنفيذيين، إضافة لصُنّاع السّياسات والأكاديميين من جميع أنحاء العالم، وتمزج «دافوس»، مابين الأبعاد الاقتصادية والسياسية وسحر الطبيعة، بجانب عراقتها التاريخية. وتعد «دافوس»، أحد أبرز المدن السويسرية، بفضل احتلالها موقعا استرايتيجيا مميزا، حيث تعتبر أعلى مدينة في أوروبا، وذلك نسبة لوقوعها على ارتفاع 1560 مترًا (5120 قدمًا)، فوق مستوى سطح البحر، بشرق سويسرا، في قلب غراوبوندن على ضفة نهر لاندوسر، وتشتهر بحيوتها وغطائها الثلجيّ، والمتاحف الشهيرة والعتيقة. وتاريخيا، تتمتع «دافوس»، بتاريخ عريق يعود إلى القرن الثالث عشر، عندما استقر فيها الوالسرز، وهم جماعة ذات أصول جرمانية هاجرت من منطقة فاليه العليا. وكانت «دافوس»، في البداية مجتمعًا زراعيًا، لكنها اشتهرت تدريجيًا في القرن التاسع عشر كمنتجع صحي بفضل مناخها المرتفع الذي اعتُقد أنه مفيد لمرضى الأمراض الرئوية مثل السّل. وبالتالي، اجتذبت أجواء البلدة الجافة والنقية آلاف المرضى، مما جعلها ملاذًا لمن يبحثون عن الصّحة والشفاء في الهواء الجبلي النقي، وفي أوائل القرن العشرين، اكتسبت دافوس شهرة أدبية عندما خلّدها الأديب الألماني توماس مان في روايته "الجبل السحري"، التي دارت أحداثها في مصحّ ب «دافوس»، وقد أسهمت هذه الفترة في تاريخ البلدة في ترسيخ سمعتها كمكان للراحة والاستشفاء. أما على الصعيد الاقتصادي والتجاري والسياسي، فقد ظلت «دافوس»، ومنذ عام 1971، تستضيف سنويًا الحدث العالمي"منتدى دافوس الاقتصادي"، الذي يجتمع كبار قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم لمناقشة التطورات الاقتصادية الدولية وتغيّر المناخ والقضايا الاجتماعية، وبفضل مزيجها الفريد من التاريخ والثقافة والأنشطة الخارجية، تبرز دافوس كواحدة من أشهر الوجهات في سويسرا، وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، وخلال أسبوع واحد من كل شهر يناير، تتحول البلدة إلى مركز نابض بالحوار والابتكار والدبلوماسية، مستقبلةً أكثر من 2500 مشارك من أكثر من 100 دولة. وعلى الصعيد السياحي والرياضي، تُعتبر «دافوس»، وجهة سياحية شتوية، منها الرياضة الشتوية بفضل موقعها في قلب جبال الألب السّويسرية، حيث توفر بعضًا من أفضل فرص التزلج والتزحلق على الجليد في أوروبا. وتضم البلدة ست مناطق تزلج، هي بارسن وياكوبسورن ورينرهورن ومادريسا وبيشا وشاتزالب، التي توفر معًا أكثر من 300 كيلومتر من المنحدرات التي تُلبي جميع احتياجات المتزلجين، كما تشتهر البلدة ببطولة كأس سبنغلر السنوية لهوكي الجليد التي تجذب الفرق والمشجعين من جميع أنحاء العالم، وبها أيضا رياضة السّباحة، أو الإبحار أو الاستمتاع بركوب الأمواج خلال فصل الصّيف. وتُوفّر المناظر الطبيعية الخلّابة المحيطة بالبحيرة أجواءً هادئة للنزهات والاسترخاء تحت الشمس أو ببساطة للاستمتاع بجمال الطبيعة، وتدعم بنية المدينة التحتية مجموعة واسعة من الأنشطة الصيفية، بدءًا من الغولف والتنس وصولًا إلى الفعاليات الثقافية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق والمهرجانات. وسياحيا، فيبلغ عدد الليالي السياحية في «دافوس»، حوالي مليوني ليلة سنويًا، حيث ينجذب الزوار إلى الأنشطة الصيفية والشتوية، وتضم الكثير من المنتجعات التي تُلبي احتياجات السّياح، وتتميز ثقافة ما بعد التزلج فيها بالحيوية، مقدمةً مزيجًا من تجارب تناول الطعام الفاخر والحانات وخيارات الترفيه لأولئك الذين يرغبون في الاسترخاء بعد يوم حافل على المنحدرات. ومن أشهر فنادق المدينة فندق هارد روك دافوس، وهو فندق فاخر يُقدّم لمسة من أجواء الروك أند رول للضيافة الجبلية، ويقع في موقع مميز بالقرب من مركز مدينة «دافوس»، مما يوفر للضيوف مزيجًا من المرافق الحديثة وتجربة العلامة التجارية الشهيرة هارد روك، حيث يتميز الفندق ب 86 غرفة وجناحًا أنيقًا، وتعكس التصميمات الداخلية جمالية المنطقة الجبلية، بينما تحتضن أيضًا أجواء الهارد الروك من خلال الديكور والمرافق المستوحاة من الموسيقى. ويُمكن للضيوف الاستفادة من برنامج الفندق المميز "صوت إقامتك"، الذي يتيح لهم العزف على الآلات الموسيقية في غرفهم أو إنشاء قوائم الأغاني الخاصة بهم خلال فترة إقامتهم، وبإطلالات بانورامية مذهلة على جبال الألب المحيطة، كما يوجد في «دافوس»، متحف كيرشنر، الذي يضم أكبر مجموعة من أعمال الرسام الألماني التعبيري إرنست لودفيغ كيرشنر، الذي قضى سنواته الأخيرة في «دافوس». يذكر أن عدد السكان في «دافوس»، يبلغ نحو 11 ألف نسمة ،فقط، مع زيادة موسمية كبيرة خلال موسم التزلج والمنتدى الاقتصادي العالمي، والأنشطة والأحداث العالمية الأخرى التي تحتضنها المدينة.