يُسدل الستار اليوم على فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثامنة التي استمرت على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة 28-31 أكتوبر الجاري. حَفلت نسخة هذا العام بحضور محلي ودولي كثيف جداً، عَكس أهمية المبادرة كمنصة وكمركز حوار عالمي تحضنه المملكة العربية السعودية في كل عام وعلى مدى ثماني سنوات، منذ انطلاقة أول مبادرة في عام 2017. الحضور الكثيف للمبادرة، يؤكد على ما تحظى به المبادرة من اهتمام محلي وعالمي، عكسته أرقام المسجلين لحضور النسخة الثامنة قبل انطلاقتها بتسجيل أكثر من 9000 شخص، من بينهم 1200 من الأعضاء الذين تم تحديد عددهم مسبقًا، و3000 مقعد تم تخصيصها للشركاء الإستراتيجيين. النسخة الثامنة وسابقاتها من النسخ السبع الماضية، غَكست أيضاً أهمية المملكة العربية السعودية على مستوى العالم، كمركز اقتصادي واستثماري دولي لا يستهان به، وبالذات حين الأخذ بعين الاعتبار الانفتاح الاقتصادي والاستثماري بما في ذلك الاجتماعي للمملكة غير المسبوقين على العالم، منذ انطلاقة رؤيتها 2030 في 25 إبريل 2016، هذا بالإضافة إلى أنها عكست الموقع الجغرافي المميز للمملكة، الذي يربط بين ثلاث قارات مهمة (أوروبا وآسيا وإفريقيا)، ما جعلها نقطة والتقاء وربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، والذي عَزز بدوره من أهمية المبادرة، كمبادرة سعودية الأصل والمنشأ وإن كانت أهدافها دولية، تُركز جل اهتمامها على قضايا تهم البشرية والإنسانية جمعاء، التي من بينها ما يرتبط بصحة الإنسان وتعليمه، وأخرى يرتبط بالذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي وغيرها من القضايا التي تهم الإنسانية والبشرية وتهتم أيضاً بالمحافظة على الكون، كقضايا التغير المناخي والبيئة. كَشف الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس خلال مؤتمر صحفي استضافته وكالة الأنباء السعودية بتاريخ 15 أكتوبر الجاري، أن النسخة الثامنة للمبادرة ستشهد أعمالها الإعلان عن استثمارات سيتم استقطابها من جميع أنحاء العالم، والتي سيتحقق عنها أرقامًا قياسية جديدة، مفيدًا أن قيمة الصفقات الدولية التي ستُعلن تقدر ب28 مليار دولار أمريكي، في قطاعات مختلفة من بينها: الغذاء، والترفيه، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والرياضة. وأضاف آتياس أن نسخة هذا العام ستشهد عقد 180 جلسة حوارية، سيشارك فيها 600 متحدث من نخبة القطاعين العام والخاص، لمناقشة التحديات التي تواجه الإنسانية وطرح الحلول المقترحة. كما وأكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن المبادرة تهدف إلى أن تكون محفزًا رئيسيًا للحوار العالمي حول القضايا الأكثر أهمية وتعقيدًا التي تواجه العالم اليوم وتسعى إلى طرح الأسئلة الصعبة على طاولة الحوار لمناقشتها وحلها مع صناع القرار. وأكد أيضاً على أن دور المؤسسة والمبادرة يسعيان للعمل على توسيع نطاق الحوارات لتشمل المزيد من القضايا الحاسمة التي تؤثر على الاقتصاد والمجتمع، حيث إن المناقشات التي تدور بالمؤتمر لا تقتصر فقط على النقاشات العامة، بل تسعى أيضاً إلى استضافة خبراء وقادة فكر عالميين لطرح ومناقشة مواضيع وقضايا مهمة تَشغل تفكير البشرية والإنسانية معاً، كقضايا الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة. يُذكر أن مبادرة مستقبل الاستثمار بدأت كفكرة في منتصف عام 2016 لإبراز دور صندوق الاستثمارات العامة كمحرك رئيسي للاقتصاد السعودي عبر مشاريعه وبرامجه ومبادرته بعد إعادة هيكليته في عام 2015. وفي عام 2017 انطلقت النسخة الأولى للمبادرة في شهر أكتوبر، وبالتحديد خلال الفترة 24-26 من الشهر، كحدث سنوي جمع كوكبة من الخبراء والمختصين وقادة القرار على مستوى العالم للاستثمار في الحلول الأكثر واعدة بحجم استثمارات وقيمة رؤوس أموال للشركات الحاضرة والمشاركة، بلغت 33 تريليون أمريكي. وفي عام 2019 تحولت المبادرة إلى بأمر ملكي كريم إلى مؤسسة مستقلة تحت مسمى «معهد مبادرة مستقبل الاستثمار»، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، أصبح المعهد يعمل على تجميع الأفكار العظيمة المرتبطة باربعة محاور رئيسية هي: الذكاء الاصطناعي، والروبتات، والرعاية الصحية والاستدامة، عبر ثلاثة اتجاهات التفكير Think ومنصة التغيير Exchange وأخيراً التنفيذ Act. وتَمكن المعهد من خلال دعم أفكار عظيمة وجليلة تحويلها إلى مبادرات ذات قيمة وتأثير إيجابي على البشرية والإنسانية معاً. وقد نجح المعهد خلال السبع النسخ الماضية من استضافة ومشاركة أكثر من 31000 وفداً، و+3000 متحدثاً، وإنشاء +15 منصة دولية، واتمام 9 استثمارات، واستقطاب +40 شريكاً استراتيجياً، و+2000 عضواً، وإصدار +50 نشرة، والإعلان عن اتفاقيات بقيمة 128 مليار دولار أمريكي.