بعد أن كان الترفيه في المملكة يقوم على نشاطات فردية ومشروعات ما تلبث أن تتوارى عن الأنظار، جاءت رؤية 2030 لتحول هذه الاجتهادات إلى عمل مؤسسي يحمل أبعاداً ترمي إلى صياغة مفاهيم تساهم في بناء الأفراد، وتعزز من الحراك الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، لينتشي المشهد بمنارات حضارية لفتت الأنظار إلى تجربة المملكة في قطاع الترفيه، وقدرتها على النجاح في زمن قياسي. وفي هذا الجانب، يُحسب للهيئة العامة للترفيه التي أطلقت «موسم الرياض» في نسخته الخامسة بتحدّ جديد قدرتها على قيادة وتنمية قطاع الترفيه، ليوفر خيارات جاذبة أسهمت في إحداث تغير إيجابي في أنماط الحياة، بمواكبتها لاحتياجات مختلف شرائح المجتمع عبر منهج عمل متكامل، رسم أنموذجاً متفرداً في آلية تكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات بما يحقق الأهداف المشتركة. ولعبت الهيئة دوراً كبيراً في الوصول إلى مستهدفات برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى تحويل المملكة إلى وجهة للفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية، وجعلها نقطة جذب سياحية إقليمية ودولية. ومن شأن هذا الحراك الترفيهي تشجيع السعوديين على السياحة الداخلية في وقت تشير الإحصاءات إلى أنهم أكثر الجنسيات إنفاقًا في الرحلات الخارجية، وفي مقدمة السياح العرب (إنفاقاً وعددًا) بنحو 13 مليون سائح سنويًا، في مقابل ذلك حققت المملكة نمواً في إنفاق الزوّار القادمين من الخارج خلال النصف الأول من العام 2024م بنسبة 8.2 % مقارنةً بالنصف الأول من العام 2023م، حيث بلغ إجمالي الإنفاق نحو 92.6 مليار ريال. استمرارية هيئة الترفية بمشاريعها العملاقة ومبادراتها المتنوعة وتكاملها مع منظومة السياحة سيجعل من المملكة وجهة سياحية مستدامة، تؤصل لمفهوم جودة الحياة لتكون واقعاً معاشاً ينعم به الجميع.