تستعرض العديد من القطاعات السعودية المعنية بالزراعة وتنميتها أحدث منتجاتها وحلولها العلمية والتقنية، وذلك ضمن فعاليات المعرض الزراعي السعودي ال41 الذي يقام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض ويستمر حتى ال 24 من أكتوبر الجاري، بمشاركة أكثر من (370) شركة زراعية من (29) دولة حول العالم. وتأتي مشاركة القطاعات السعودية بالمعرض لتقديم خدماتهم وبرامجهم التنموية لزوار المعرض المهتمين بالمجال، حيث قدم جناح المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة "استدامة" خلال المعرض أحدث تقنياته والتي يبرز من بينها تقنية " الزراعة النسيجية "، التي يهدف من خلالها إلى الحفاظ على سلالة النباتات النادرة وتكثيفها، إلى جانب الإسهام في زيادة إنتاج النباتات بإختلاف أنواعها، وذلك عبر حلول طبيعية تتم وفق مراحل معينة. كما قدم "استدامة" خلال مشاركته برامجه التدريبية والاستشارية في مجالات: الزراعة بدون تربة والوسائط الزراعية، وتغذية النبات والمحفزات الحيوية، وإدارة الآفات والمكافحة البيولوجية، والزراعة العمودية، وإدارة المحاصيل والممارسات الزراعية، وتقنيات البيوت المحمية، وكفاءة استخدام المياه، بالإضافة إلى تقديم الخدمات المركز الإلكترونية. وشهد المعرض مشاركة "ديزرت كنترول السعودية" المتخصصة في تحويل الأراضي بشكل مستدام باستخدام تقنية الطين الطبيعي السائل (LNC)، بما يعزز صحة التربة، وتقليل استخدام المياه بنسبة تصل إلى 50% وتزيد من القدرة على مقاومة الجفاف ودرجات الحرارة القصوى. وأوضح مدير الاتصالات والتسويق أحمد القنق أن هذه التقنية تعد من أبرز الحلول والتقنيات الإسهام في استصلاح التربة خاصة أن طبيعة الأراضي السعودية تتسم بالطابع الصحراوي الذي تتباعد فيه جزيئات التربة، ويعد الطين السائل حلًا مميزًا لها، وأضاف أن السائل الطيني أظهر من خلال التجارب الحية قدرته على زيادة كفاءة إنتاجية أشجار النخيل التي تعد من أبرز الأشجار في المملكة وأكثرها استهلاكًا للمياه. وفي الجانب التوعوي والتثقيفي قدمت الهيئة العامة للأمن الغذائي خلال مشاركتها في المعرض نبذة عن التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي في المملكة، والمتمثلة في الهدر الغذائي في الغذاء المخصص للاستهلاك بعد مراحل الإنتاج والتوزيع ومسبباته التي يكمن أبرزها في الإسراف وعدم الإكتفاء بالحاجة الفعلية، مبينة أن قيمة الهدر بحسب إحصاءاتها الأخيرة تتجاوز 40 مليار ريال في السنة، ومن ناحية أخرى تستعرض الهيئة مشكلة الفقد في الغذاء المتمثل في كميات الأغذية التي تتم خسارتها على طول سلسة الإمدادات الغذائية قبل وصولها للمستهلك النهائي والتي تقدر ب 1.736 طن في السنة، بسبب سلوك القائمين على الزراعة والخدمات اللوجستية المتعلقة بها. فيما حظي زوار المعرض أيضًا بفرصة الاطلاع على أحدث الخدمات والبرامج الداعمة للزراعة والمزارعين التي تقدمها الشركة الوطنية للخدمات الزراعية، بعد ما تم إسنادها لها من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة والمتمثلة في إصدار التراخيص والشهادات، وخدمات المحاجر، وخدمات أسواق النفع العام والمسالخ، بالإضافة إلى خدمات العيادات البيطرية والوقاية من الأمراض والآفات، والاستشارات والتسويق الزراعي.