منتخب أوزباكستان أنموذج لحسن التخطيط وجودته منتخبات آسيوية لا تحظى بميزانية الاتحاد السعودي ونتائجها أفضل من منتخبنا تحظى المنتخبات التنافسية كرويا بفرصة الاستدامة بفضل التدفق المنتظم للمواهب سواء عبر أكاديميات الأندية أو عبر أكاديميات يتم إنشاؤها من قبل الاتحادات الأهلية الكروية لهذه الدول، ولأن النموذج الأول المتمثل بأكاديميات الأندية كأكاديمية لاماسيا الذي يستفيد منه منتخب إسبانيا بشكل مباشر يتعذر وجوده بالواقع الحالي لأنديتنا التي بات التركيز فيها ينصب على الفريق الأول وأصبحت فئاتها العمرية أشبه بالعبء بالتالي تعيش حاليا الفئات السنية بالأندية أسوأ وأصعب مراحلها فإن النموذج الحكومي أكثر فرص للنجاح، وهذا النموذج شائع في العالم، حيث يحظى الفرنسيون بأكاديمية كليرفونتين التي تم تأسيسها عام 88 وتخرج منها مواهب لامعة بداية من تيري هنري وصولا لكيليان مبابي، ولذلك فإن المعطيات الحالية من حجم ضخ مالي تحظى به الرياضة السعودية ووجود مورد بشري كبير ومتنوع كتكوين ووجود شغف كبير تجاه لعبة كرة القدم وشعبية هائلة واهتمام حكومي قبل كل ذلك جميعها وبالطبع أندية منشغلة بالفريق الأول كل هذه معطيات ينبغي أن تقودنا لصنع قاعدة تكوين قوية وأساس تتدفق منه المواهب بشكل منتظم لضمان وجود منتخب سعودي تنافسي السنوات القادمة. النجاح لا يأتي صدفة النجاح في الفريق الأول لا يأتي بالصدفة بل تلعب نجاحات الفئات العمرية دورًا محوريًا فيه، منتخب أوزباكستان يتصدر مجموعته تناصفًا مع إيران بعشرة نقاط وبفارق 6 نقاط كاملة عن أقرب منافس ويقترب من التأهل التاريخي الأول للمونديال، هذا حصاد لنتائج منتخباتهم السنية، حيث منتخب 23 طرف دائم في الأولمبياد ومنتخبهم الشاب وصل ثمن نهائي كأس العالم الأخير، ومنتخبهم للناشئين هزم إنجلترا ووصل لربع نهائي كأس العالم، في المقابل منتخبنا الوطني غاب عن كل هذه المحافل الثلاثة أولمبياد باريس وبطولاي العالم للشباب والناشئين، وهنا الخطر الأكبر والهاجس الحقيقي والمشكلة الأهم في الكرة السعودية. اتحاد يحظى بدعم غير مسبوق تبلغ ميزانية الاتحاد السعودية لكرة القدم مليار ريال على لسان رئيس الاتحاد الأستاذ ياسر المسحل، وهذه تشكل عشرة أضعاف ميزانيات اتحادات كأوزباكستان والعراق والأردن، ومع ذلك جميعهم يملكون نتائج أفضل على مستوى الفرق الأولى أو الفئات العمرية وهذا بلا شك مؤشر مهم لجودة العمل الإداري، الاتحاد السعودي لكرة القدم ظل يتخبط السنوات الماضية بعدة قرارات متناقضة وما إنشاء دوري رديف ثم خوضه بسبعة فرق ثم إلغاؤه بعد سنتين الا نموذج لغياب الرؤية وعدم القدرة على وضع نموذج جيد يضمن عدد دقائق لعب مستمرة لمخرجات الأندية من الفئات السنية. مانشيني والإقالة مشكلات كرة القدم السعودية أعمق من مسألة مدرب بكثير ولا يمكن اختزالها في رجل واحد، ومع ذلك لا يمكن أبدًا تبرئة ساحة مانشيني من الإخفاق الحالي، المدرب الإيطالي اتضحت الفجوة بينه وبين لاعبيه بعدة شواهد، لغة جسد لاعبيه المتذمرة في مواقف عديدة أو حتى من خلال الاستبعادات المتكررة لأسماء جيدة فنيا، من بدايات التجربة اتضح عدم وجودة سيطرة من مانشيني على غرف ملابس فريقه وعدم قدرته على صنع فريق متحد، وهذه لوحدها يُقال بسببها مدربون، ما بالك بإضافة إرباكه لمجموعته بكثرة التغيير في العناصر وهذا عائق كبير يحول دون خلق قدر من الانسجام والتناغم بالتالي جودة الأفكار مهما كانت فجودة تطبيقها دائما ناقصة، مانشيني كمدرب يملك تاريخا كبيرا لكنه فشل فشلا واضحا وذريعا في هذه التجربة وظهر في مواقف كثيرة أن الرجل كأنه يسعى لدفع مسؤوليه لإقالته، هناك مجال للتحسن نسبيا ولكن ذلك مشروط بمدرب غير مانشيني ولكن المهم ونحن نأخذ قرار رحيل مانشيني أن نتذكر دائما أن هذا جزء بسيط من مشكلات الكرة السعودية وأن الهاجس الحقيقي يجب أن يكون في القاعدة والتكوين. الطائف - ماجد الشيباني