ولأني كاتب.. أخي.. فأنا أكتب إليك بدافع من المسؤولية الاجتماعية، وأمانة الكلمة، وحجة الرسالة، وخطورة تأثير الإعلام على المتلقي.. إلا أني هذه المرة سأكتب "بشكل خاص" لك أخي.. بعيداً عن اتهامك أو التشكيك في نواياك، أو الإسقاط عليك، بل هي كلمات صادقة وفيّة مخلصة، لعلها تشير بوضوح إلى حيث تريد الرسالة أن تصلك. أقول لك: أخي.. إن بعض الطروحات التي لا تحمل مضموناً، ولا تقدم معالجات ولا يمكن أن تحسب على الفكر الجيد، أياً كان هذا الفكر "فو الله لا خير فيها" بقدر ما سوف تعمل على تعبئة المجتمع على بعضه بعضاً بالكراهية، ولن تشكل أي إضافة فكرية بقدر ما هي معطّلة في الأصل للفكر الجيد والنقاش المثمر والحوار النافع، لأنها غلط. أخي.. بعض الطروحات البليدة التي نراها تروج عبر منشورات غبية "لا تقدم معالجات ولا تطرح حلولاً، بل تصب مزيداً من الزيت على النار، وتشعل نار الاحتقان بين الرجال والنساء، وبين بعضهم بعضاً، رجالاً مع رجال ونساء مع نساء، وستؤلب البعض على البعض، لأنها ستبقى من "الطروحات المرفوضة" لما قد تحمل من إساءات لأبناء وبنات المجتمع وتكرس حالة من الشكوك والظنون الكاذبة الواهمة، وستعمل على إدخال العلاقة الزوجية التي يفترض أن تكون "أماناً واطمئناناً وسكناً" إلى نفق مظلم، سينتهي بدمار العلاقات وتفكك الأسرة، والسبب "الطروحات البليدة والمنشورات الغبية" التي لا تصنع وعياً اجتماعياً، ولا يمكن وصفها بالفكر، ولا ترقي إلى تسميتها بالطروحات، وستكون المناقشات حولها "عقيمة جدلية" تفضي إلى خلق علاقات متأزمة، وتؤسس لحوار الطرشان، وتعطي الفرصة للحمقى لطرح ما لا يليق وتفتح باباً للجهلاء الذين هم فارغون ليشتموا ويسبوا ويسقطوا، لأن هذه بضاعتهم من الفكر ولا يجيدون غيرها. أخي.. كان يمكنك أن تفتح موضوعات اجتماعية تتناول الرجل والمرأة وشؤون الأسرة والعلاقة الزوجية وفي أي موضوع اجتماعي، وكان يمكنك تؤسس "لمنشورات" عقلانية ذات مضامين هادفة، بدلاً من تلك الموضوعات التي لا ترقى لتسميتها بموضوعات اجتماعية، بل هي موضوعات تكاد تتبرأ من قائلها والمشاركين فيها. لأنها تتضمن محاور صادمة تقوم على "التشكيك وخلق علاقات عدائية، وتبحث بطريقة مخجلة في زوايا تعد من أسرار حياة الزوجين، من العيب عرضها على العوام، وقد يؤدي الطرح السيئ إلى انفصال وتفكك الأسرة والسبب: الطرح والمنشور السلبي الذي سيبقى عاراً على صاحبه، نصيحتي لمن يتصدى للموضوعات الاجتماعية "اصنع الوعي المجتمعي بطروح متزنة"، وموضوعات عقلانية وحكيمة، تعالج، تقرّب، تحّل، وإلا تحمّل نتائج موضوعاتك ومنشوراتك واستعد لمواجهة المجتمع الذي سيرفض طروحاتك ويضعها على طاولة النقد لأنها سيئة. محمد فايع