يعاني منتخبنا السعودي معاناة فنية واضحة جعلته ينهزم أمام منتخب اليابان بهدفين نظيفين على ملعب الجوهرة بجدة أمام خمسين ألف مشجع سعودي حضروا لمساندة الأخضر، لعل وعسى أن يحقق نتيجة إيجابية أمام متصدر المجموعة. وتباينت ردود الأفعال بشكل معتاد ما بين مسؤول لم يوفق في تصريحه ولاعب لم يصدق في تصريحه ومدرب مستفز في تصريحه، وإعلام انقسم في تعاطيه مع الهزيمة إلى قسمين، القسم الأول هو إعلام صادق ومخلص انتقد بعضه بحدة مبالغ فيها وهم كُثر، والبعض الآخر انتقدوا بموضوعية وهم قلة، أما القسم الآخر من الإعلام فقد انتقد ليس حباً في المنتخب بل هو إما من باب التشفي أو تصفية حسابات أو تعصب مقيت أو انتصار للرأي، وهذا للأسف انسحب على بعض المشجعين الذين بدؤوا يجاهرون في وسائل التواصل الاجتماعي بأمنياتهم لهزيمة المنتخب. هذا هو المشهد العام الذي استطعت تلخيصه في هذا المقال، من خلال متابعتي لردود الأفعال، ليس في هذه المباراة فحسب، بل من سنوات طويلة للأسف. وبالنسبة لرأيي حول منتخبنا، فلن آت بجديد عندما أقول إن منتخبنا يلعب بدون هويته الهجومية المعتادة، بل إن الهوية الفنية مفقودة أو على الأقل غير واضحة، كذلك الهدف من هذا المنتخب غير واضح!! والدليل عدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة حيث إنه انضم عديد من الأسماء للمنتخب بعضهم لم نسمع عنه من قبل، بحجة إعداد منتخب لكأس آسيا 2027!! والذي أعرفه أن إعداد المنتخب يكون من خلال البطولات الودية مثل كأس الخليج وكأس العرب وبطولة غرب آسيا، أما كأس العالم فهي ليست حقل تجارب ولا مباريات إعداد بل تحتاج إلى الاستقرار الفني وتحتاج إلى لاعب الخبرة واللاعب الجاهز فنياً وبدنياً. لذلك أتمنى من مانشيني أن يقتنع بأن منتخبنا يمكنه التأهل عندما يترك عنه العناد والمكابرة، فلاعب مثل سلمان الفرج ينبغي أن يكون هو الاسم الأول في التشكيلة حتى لو أنه يلعب في دوري يلو، لأن وجود سلمان سيحل 40 ٪من مشاكل المنتخب الفنية والمعنوية، نحن حالياً نحتاج أن نتأهل وبعد التأهل لدى مانشيني الوقت للبناء على راحته.