في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، تحققت إنجازات تاريخية ورؤية ترسم المستقبل؛ ففي الثالث من ربيع الآخر لعام 1436ه الموافق 23 يناير 2015م، تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكًا للمملكة العربية السعودية، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وجاءت هذه البيعة لتؤكد التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب السعودي، وتجسد استمرارية العهد والولاء للقيادة الحكيمة التي تقود المملكة نحو مزيد من التقدم والاستقرار. وُلد الملك سلمان بن عبدالعزيز في 31 ديسمبر 1935م في الرياض، وهو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، نشأ في كنف والده، حيث اكتسب منه الحكمة والرؤية الاستراتيجية التي ميزته في كافة مراحل حياته، عُرف الملك سلمان بالتفاني في خدمة المملكة منذ سنوات شبابه، حيث تولى العديد من المناصب الهامة، من أبرزها أمير منطقة الرياض، التي شغلها لأكثر من خمسين عامًا، ما جعله رائدًا في مسيرة التنمية والنهضة بالمملكة. من أبرز إنجازات الملك سلمان، إطلاق رؤية المملكة 2030، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، هذه الرؤية شملت إصلاحات هيكلية واسعة في مختلف القطاعات مثل التعليم والصحة والتكنولوجيا والاستثمار، كما حرص الملك سلمان على تعزيز مكانة المملكة دوليًا، وجعلها لاعبًا أساسيًا في السياسة الإقليمية والعالمية، من خلال تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الكبرى. على الصعيد العسكري، شهدت المملكة تطورًا كبيرًا في عهد الملك سلمان، حيث تم تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة. بالإضافة إلى إطلاق مشاريع عملاقة مثل نيوم، البحر الأحمر، والقدية، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار والسياحة. أما في المجال الاجتماعي، فقد شهدت المملكة في عهد الملك سلمان تحولات غير مسبوقة، بما في ذلك تمكين المرأة السعودية في مجالات عديدة، من المشاركة في سوق العمل إلى تولي مناصب قيادية، كما تم تحديث القوانين الاجتماعية بما يتماشى مع قيم المملكة مع الحفاظ على هويتها الإسلامية. وعلى الصعيد الإنساني، يُعرف الملك سلمان بأعماله الخيرية الواسعة، أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقدم مساعدات إغاثية للمحتاجين حول العالم، كما يتولى الملك رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، إلى جانب العديد من المبادرات الخيرية الأخرى، تقديرًا لجهوده الإنسانية، حصل الملك سلمان على العديد من الأوسمة والميداليات من دول مختلفة. باختصار، بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز لم تكن فقط تتويجًا لمسيرته الحافلة بالخدمات والإنجازات، بل كانت بداية لعهد جديد من التطور والنهضة في المملكة العربية السعودية. ومن خلال رؤيته المستقبلية، يسير الملك سلمان بالمملكة بخطى واثقة نحو تحقيق طموحات شعبها، وجعلها من الدول الرائدة عالميًا.