تحقيق إنجازات تنموية عملاقة في مختلف القطاعات تحل علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مُلك البلاد، وهي ولله الحمد تعيش نقلة حضارية غير مسبوقة على كافة الأصعدة. وتعد البيعة نظاماً إسلامياً في الاختيار والتصويت للحاكم، وهو ما تعمل عليه المملكة العربية السعودية في نظام الحكم، حيث لا يكتمل الاختيار إلا بالبيعة، كما أن الحكم في أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايَع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله وسنة رسوله، وفقاً لما جاء في النظام الأساسي للحكم، في حين تتم عبر هيئة البيعة الدعوة لمبايعة الملك واختيار ولي العهد وفقاً لنظامها. الحد من مخاطر الفساد وترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة وذكرى البيعة تجعلنا ندرك كيف استلهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - ملامح عهده بالسير على نهج والده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وإخوته الملوك في الحرص على وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. نقلة نوعية في مؤسسات الدولة وسياستها الخارجية والداخلية فخر واعتزاز وذكرى بيعة الملك سلمان - حفظه الله - تعد مصدر فخر واعتزاز، لما تحمله من دلالات وأبعاد عميقة، في ظل ما يعيشه المجتمع السعودي الوفي من وحدة وترابط مع قيادته الرشيدة، وما ينعم به من نماء واستقرار ونهضة في هذا الوطن الغالي. نمو القطاعات غير النفطية ومساهمتها في الناتج الوطني ويبرز اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بكل ما يهم الوطن والمواطن من خلال ما حققته قطاعات التنمية في المملكة من نجاحات وما وصلت إليه من إنجازات تترجمها وتجسدها لغة الأرقام بصورة مشرفة. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - أصبحت بلادنا نموذجاً يحتذى في التقدم والتطور والنمو المستدام، وأضحت بلادنا محط أنظار العالم لقرارها المتزن المؤثر الذي دائماً ما يلقى احترام العالم كونه قرار يراعي مصلحة بلادنا ومصالح دول العالم، إن ذكرى البيعة تدعونا للفخر بقيادتنا الحكيمة والاعتزاز بوطننا العزيز، وتجسيداً لمشاعر الوفاء، وصدق الانتماء لهذه الأرض المباركة أرض الحرمين الشريفين، وهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، حيث ننعم بنهضة تنموية شاملة وتطور في شتى المجالات، ونحمد الله تعالى أن سخر لنا حكومة رشيدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الحد من مخاطر الفساد وترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة شهادات فخرية ومن خلال هذا التقرير نستعرض جزءاً من السيرة الذاتية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فعن النشأة والولادة لخادم الحرمين الشريفين، وُلد في الخامس من شهر شوال سنة 1354ه الموافق 31 ديسمبر 1935م في الرياض، وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، ونشأ خادم الحرمين الشريفين مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم، وتلقى خادم الحرمين الشريفين تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً، وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط - رحمه الله -، وقد أبدى الملك سلمان منذ الصغر اهتمامًا بالعلم، وحصل على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية، وكانت بداية دخوله العمل الحكومي عندما تم تعيينه بداية أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة، وهو في التاسعة عشرة من العمر بتاريخ 11 رجب 1373ه الموافق 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن - حفظه الله - حاكمًا لمنطقة الرياض، وأميرًا عليها برتبة وزير، وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374ه الموافق 18 أبريل 1955م. أمير الرياض واستمر الملك سلمان - حفظه الله - أميراً لمنطقة الرياض التي تعد إحدى أكبر مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة، واستمر أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نموًا في العالم العربي اليوم، ولم تخلُ فترة النمو هذه من التحديات الصعبة التي ترافق مسيرة التنمية، لكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة، وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة، ومركزًا إقليميًا للسفر والتجارة، وقد شهدت الرياض خلال توليه الإمارة إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية ومدن الترفيه، وغيرها، وتضم العاصمة السعودية الرياض عدداً من المعالم المعمارية البارزة، وهي تمتد على مساحة عمرانية تجعلها إحدى أكبر مدن العالم مساحة. مناصب عدة وإضافةً إلى إمارة منطقة الرياض تولّى الملك سلمان - حفظه الله - خلال مسيرته العديد من المناصب المهمة والمسؤوليات الرفيعة في المملكة العربية السعودية أبرزها رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية، الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم، الرئيس الفخري لمجلس إدارة لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، الرئيس الفخري لمجلس إدارة مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، الرئيس الفخري لنادي الفروسية، رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ورأس خادم الحرمين الشريفين العديد من الجمعيات والهيئات التي كان لها نشاط خارج المملكة ومنها: رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م، رئيس اللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م، رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان عام 1973م، رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م، رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سورية عام 1973م، رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1976م، رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م، رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين؛ إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م، رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م، رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م، الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولاياتالمتحدة وكندا خلال الفترة 1985م / 1992م، رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م / 1421ه. أعمال إنسانية ويُعرّف الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يهدف إلى تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم وتقديمه للعديد من البرامج والمبادرات الإنسانية وإيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم، كذلك يتولى خادم الحرمين رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات، ومنذ عام 1956م، تولّى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية، وقد نال خادم الحرمين الشريفين عن جهوده الإنسانية هذه العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة، ومنها الشهادات الفخرية والأوسمة والجوائز، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى في مكة المكرمة، الدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض، الدكتوراه الفخرية في مجال تعزيز الوحدة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملّية الإسلامية في دلهي بالهند، الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية، الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة موسكو، الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر، الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية - خدمة الإسلام والوسطية - من الجامعة الإسلامية بماليزيا، الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة سراييفو البوسنية للعلوم والتقنية عام 2013م، الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا، الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية، زمالة بادن باول الكشفية في السويد. وتتوالى الأوسمة وكذلك من الأوسمة والميداليات، نال خادم الحرمين - حفظه الله - قلادة الشريف الحسين بن على وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية، قلادة مبارك الكبير أرفع وسام في دولة الكويت، قلادة النيل وهي أرفع وسام في جمهورية مصر العربية، وسام «كنت» من أكاديمية برلين - براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية، وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس عام 1985م، وسام الكفاءة الفكرية المغربي في الدار البيضاء، وسام البوسنة والهرسك الذهبي، الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى، وسام نجمة القدس، وسام «سكتونا» الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفلبين، وسام من الجمهورية اليونانية، وسام نسر الاستيك من درجة القلادة أرفع وسام في الولاياتالمتحدة المكسيكية، وسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في دولة فلسطين، وسام ياروسلاف الحكيم من الدرجة الأولى وهو وسام الدولة الأعلى في جمهورية أوكرانيا، الوسام الأعلى في جمهورية مالي، وسام الجمهورية وهو أعلى وسام في تركيا، وسام الأسد الوطني، الذي يعد أرفع وسام في جمهورية السنغال، وسام الاستحقاق الوطني الذي يعد أعلى وسام في جمهورية النيجر، وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى، وسام نجمة جيبوتي الكبرى، وسام الهلال الأخضر القمري من درجة الهلال الأكبر، وسام زايد الذي يعد أعلى وسام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسام الدولة الأول «وسام التاج» الذي يعد أعلى الأوسمة الماليزية، وسام (نجمة الجمهورية الإندونيسية) الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية، وسام الأسرة المالكة للعرش من سلطنة بروناي دار السلام، وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة، وسام الشرف السيراليوني، وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، درع الأممالمتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة للخدمة الإنسانية، جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خدمة المعوقين وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة، جائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام، خلال حفل التكريم بجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بدول الخليج 2017 م، جائزة الإنجاز الفريد المتميز الممنوحة له من السلطان أحمد شاه، سلطان ولاية باهانج الماليزية، جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من مؤسسة الملك فيصل الخيرية. أدوار محورية وكان الملك سلمان - أيده الله - مرافقًا لوالده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - منذ الصغر، وكان طوال فترة إمارته على منطقة الرياض؛ الأكثر قربًا إلى إخوته الملوك، ومكمنًا لثقتهم الكبيرة رغم أنه الابن الخامس والعشرون في ترتيب أبناء الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وعلى ذات النهج بقي الملك سلمان مُقرّبًا من جميع ملوك المملكة العربية السعودية «الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد، والملك عبدالله»، والذي اختاره ليكون وليًا لعهده، ويوصف الملك سلمان في أوساط الأسرة المالكة بأنه أمين سر أُسرة الحُكم ومبعوث الملوك ومستشارهم الخاص، وأمين سر عائلة آل سعود الحاكمة، والمعني بكل ملفات أبناء وبنات الأسرة؛ كما أن له أدوار محورية في تعزيز تماسك الأسرة والقرب منهم، مما جعله أبرز أركانها والأكثر حضورًا بين أبناء الملك عبدالعزيز الذكور الستة والثلاثين، وفي خضم عدد من التحديات التي عاشتها المنطقة، أوكلت للملك سلمان حينما كان أميرًا للرياض، العديد من المهام السياسية؛ حيث يقوم على إثرها بعدة زيارات إلى دول العالم تكللت بتوقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من عواصم العالم الرائدة شرقًا وغربًا، كما شارك في المفاوضات مع قادة وزعماء زاروا العاصمة السعودية، وكان عضوًا دائمًا في الوفود الملكية، كما ترأس وفود بلاده إلى العديد من المحافل الإقليمية والعالمية. نهج جديد وقد توسعت دائرة حضور الملك سلمان عند العديد من زعماء الدول ورؤساء الحكومات والزعامات السياسية والثقافية، انطلاقًا من إمارته لعاصمة البلاد، التي لعبت دورًا بارزًا في صناعة خارطة الاهتمام بالقرار السعودي نظير ما استضافته الرياض من رؤساء دول وزعامات سياسية ومؤتمرات ومبادرات. في نوفمبر 2011م عُيّن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيرًا للدفاع في المملكة العربية السعودية، وتشمل وزارة الدفاع: القوات البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي، وشهدت الوزارة في عهده تطويرًا شاملاً لقطاعات الوزارة كاملة في التدريب والتسليح، وفي شهر يناير من العام 2015 تمت مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية؛ لتشهد بعدها المملكة العديد من الإنجازات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات، بعد ما أعاد تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة، وفي أول أيام حكمه، أصدر الملك سلمان تغييرات مكنت أبناء الأسرة المالكة من الجيلين الثاني والثالث من التواجد ضمن المواقع القيادية في مؤسسات الدولة؛ حيث حرّص على تحديث الحكومة والدفع بالكفاءات الشابة التي أثبتت جدارتها في وقت قصير، ويُعد الملك سلمان، أول من رسم للجيل الثالث من الأسرة المالكة، طريقًا لضمان استقرار البلاد على المدى الطويل؛ ليُرسّخ نهجًا جديدًا في إدارة الدولة، حيث جرى تعيين الأحفاد في مناصب وزراء في وزارات سيادية ومناصب أمراء المناطق ونوابهم، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ تأسيس السعودية العام 1932م. بناء مؤسسي وجاءت أبرز إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - وفقاً ل»واس» - على المستوى المحلي بإصداره قرارات وأوامر ركز فيها على ترتيب البيت الداخلي للحكم السعودي لضمان انتقال مستقبلي للحكم بكل سلاسة وهدوء، كما جاءت هذه القرارات من خلال عشرات الأوامر الملكية بتنظيم البناء المؤسسي لإدارة العمل في الدولة بدخول أسماء شابة لمجلس الوزراء وتأسيس أول مجلسين مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ودمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة، إضافة إلى فتح ملف الإسكان، من خلال ضخ المليارات لهذا القطاع، ودعم الجمعيات التعاونية والجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها، ودعم كل الأندية الأدبية، ودعم الأندية الرياضية، والعفو عن السجناء في الحق العام، والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية، وصرف راتبين لكل موظفي الدولة، وكذلك كانت الأوضاع الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية هاجسًا آخر لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لا يقل في اهتمامه عن الشؤون الداخلية للبلاد، من منطلق دوره كقائد إسلامي وعربي، وحرص معظم قادة دول العالم على الالتقاء به والتباحث في السياسات التي تتعلق بالوضع في المنطقة العربية والعالم، وكان أولهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وهو ما يؤكد الثقل السياسي السعودي ودور الملك سلمان في الحفاظ على استقرار المنطقة. وتأتي عملية عاصفة الحزم كأحد أهم إنجازات الملك سلمان، حيث أطلق تلك العملية بمشاركة العديد من الدول لإعادة الشرعية لليمن، والتي أكد من خلالها للجميع أن المملكة لن تقبل أي تهديد من أيّ نوعٍ بالقرب من حدودها، وأنها ستقف بجانب الشعب اليمني الشقيق ضدّ الانقلابيين الحوثيين على الشرعية، وحققت عاصفة الحزم أهدافها من خلال ما تحقق على أرض الواقع، حيث أصبحت الحكومة اليمنية تدير أعمالها من داخل البلاد، وهذه الإنجازات للملك سلمان والتي أنجزت في أول مئة يوم من توليه سدة الحكم أذهلت المراقبين للشأنين السياسي والاقتصادي، وهذه الفترة القصيرة هي فترة حملت شعار 100 يوم حزم وعزم وإقدام وانجازات وتوحيد صف وزرع أمل. نقلة نوعية ونجح خادم الحرمين الشريفين خلال هذه الفترة القصيرة في إحداث نقلة نوعية في مؤسسات الدولة وسياستها الخارجية والداخلية، ورد اعتبار ليس للمملكة فحسب، بل للعالم الإسلامي قاطبة، وهو ملك أثبت - منذ اليوم الأول لعهده - أنه قادر على أن يسخر كل الإمكانات لصياغة خطة طريق جديدة تهيئ لرفاهية واستقرار الوطن، وتسليم زمام القيادة للجيل الجديد نشاطاً ومعاصرة وحيوية متفاعلة مع معطيات العصر، إنجازات لا حصر لها فما ذكرناه لا يمثل إلاّ القليل، وأن ما يُعلَن يومياً من الكثرة والأهمية ما لا يمكن لمراقب أن يقوم بتتبعه وحصره، لكن ما هو أهم أننا سنكون دائما وأبدا تحت لواء هذا الملك الملهم؛ فما زال عنده ما سوف يبشِّر به ويعلنه لمواطنيه؛ فطموحه لا ينتهي بما تم إعلانه، وقراراته ومراسيمه وأوامره الملكية القادمة سيكون فيها الكثير من الخير للوطن والمواطن - بإذن الله -، فنسأل الله العلي القدير أن يحفظ قائدنا ويسدد خطاه وينصر به الإسلام والمسلمين، ويحفظ وطننا آمنا مطمئنا ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. رؤية «2030» وتوالت الإنجازات التي تحققت للمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنها موافقته - رعاه الله - على رؤية المملكة 2030 وبرامجها حيث أسهمت برامج الرؤية في تقليل الاعتماد على النفط، ونمو القطاعات غير النفطية ومساهمتها في الناتج القومي، وبفضل الرؤية التي يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - انطلقت مسيرة المشروعات العملاقة التي يباهي بها السعوديون مثل: نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وذا لاين، وأمالا، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، تمتعت المرأة السعودية بكامل حقوقها، واستثمار إمكاناتها للمشاركة بشكل فاعل في التوجهات التنموية للوطن، وتم السماح لها بقيادة السيارة، وأصبحت تتولى المناصب القيادية، إلى جانب تولي منصب سفير، مع إتاحة الفرصة لها للمشاركة في الانتخابات البلدية، وأجريت كذلك العديد من التعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل لتنعم المرأة بكافة حقوقها. محاربة الفساد وعن جهوده في محاربة الفساد فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - العديد من القرارات المتعلقة بمكافحة الفساد، معتبراً ذلك مهمة وطنية لحماية المكتسبات والمال العام، فقد سجلت المملكة العربية السعودية العديد من النجاحات على الصعيدين المحلي والدولي في مجال مكافحة الفساد؛ وذلك نتيجة لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام لهذا الجانب، الذي يترجم الدعم غير المحدود لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» في سبيل تعزيز الجهود الرامية إلى حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وما كان لرؤية المملكة 2030 إلاّ أن تبرز الأهمية التي توليها القيادة الرشيدة لمسألة مكافحة الفساد، وتعزيز جوانب الشفافية ومبادئ النزاهة، لتكون من ضمن لوازم تحقيق الرؤية، إذ جاءت الرؤية لتشدد على ضرورة وضع الشفافية كمنهج للدولة، مؤكدةً على عدم التهاون أو التسامح مطلقًا مع الفساد بجميع مستوياته. خارطة طريق وتشهد المملكة حاليًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - خارطة طريق لمكافحة الفساد، لتكون مرتكزًا رئيسًا لرؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنفيذ الإصلاحات على جميع المستويات والحد من مخاطر الفساد إذ تعمل المملكة بحزم للقضاء على الفساد المالي والإداري، وترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة والإصلاح الاقتصادي بما يضمن الفاعلية، وحماية المال العام، والمحافظة عليه، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للوطن، وتعزيز ثقة المستثمرين، والاستمرار في تحسين موقع المملكة في التصنيفات الدولية المرتبطة بالنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، وأصبحت المملكة الآن مضرباً للمثل على مستوى العالم في مكافحة الفساد من خلال محاسبة أي فاسد كائناً من كان، دون الاهتمام بمكانته الاجتماعية أو منصبه. ويومًا بعد يوم تؤكِّد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ريادتها العالمية في الكثير من المناسبات والمحافل الدولية، وأصبحت المملكة تعتبر في مقدمة الدول المكافحة للإرهاب على المستوى الدولي وجهودها البارزة في القضاء على آفة الإرهاب والضربات الاستباقية الساحقة لمجاميع التطرف والإرهاب، وإلحاق الهزيمة بها واجتثاث شرورها، وقد نالت المملكة إعجاب العالم الذي حذا حذوها واستفاد من تجربتها. الملك سلمان في مكتبه عندما كان أميراً للرياض خادم الحرمين حقق النمو الاقتصادي للمملكة الملك الإنسان خادم الحرمين خلال تدشينه أحد المشروعات .. وهنا خلال وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الطبية ذكرى مراسم مبايعة الملك سلمان نهضة عمرانية كبرى