إبادة أكثر من ستة آلاف عائلة في غزة 53 % من الإسرائيليين يرون إنهاء الحرب كثفت إسرائيل هجومها الجوي والبري على غزة، بشن المزيد من الهجمات على مقاتلي حركة (حماس) ومواقع قيادتها أمس الاثنين، الذي يحيي فيه الجانبان الذكرى الأولى للحرب، التي دمرت أجزاء كبيرة من القطاع وغيرت حياة الفلسطينيين إلى الأبد. وأعلنت حركة حماس إطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل. وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن شخصين أصيبا بجروح طفيفة. يشير إطلاق الصواريخ إلى استمرار قدرة حماس على الرد، على الرغم من الهجوم العسكري الإسرائيلي المطول الذي يهدف إلى تدمير قدراتها القتالية، بعد مرور عام من التوغل عبر الحدود إلى إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب. وقالت حركة الجهاد، إنها أطلقت أيضا صواريخ على سديروت ونير عام وبلدات إسرائيلية أخرى بالقرب من غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض خمسة صواريخ أطلقت من غزة. وفي السابع من أكتوبر 2023 اقتحم مسلحون من حركة حماس بلدات وقرى إسرائيلية قريبة من الحدود مع غزة، مما أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة والمتواصلة على القطاع، أودت بحياة ما يقرب من 42 ألفا من الفلسطينيين، وأدت إلى نزوح جميع سكانه تقريبا، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسببت في أزمة غذائية وصحية. وتقول إسرائيل، إن المسلحين الفلسطينيين يقاتلون من وسط مناطق سكنية في القطاع المكتظ بالسكان، ومن المدارس والمستشفيات، بينما تنفي حماس ذلك. وقال سكان إن دبابات إسرائيلية توغلت في مخيم جباليا للاجئين، الأكبر من بين ثمانية مخيمات قديمة في قطاع غزة، بعد محاصرته. وبعد وقت قصير من إطلاق الصواريخ، وسع الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء في جباليا لتشمل مناطق في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال. وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت جباليا من الجو والبر، وقال مسعفون إن عدة فلسطينيين قتلوا فيما لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى بعضهم. وفي وقت لاحق، قال مسعفون فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين غربي جباليا. إسرائيل تقصف مجمعاً طبياً قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات المسلحين، وفكك بنية تحتية عسكرية في جباليا، مشيرا إلى استمرار العملية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها. وقال مسعفون فلسطينيون إن إسرائيل شنت غارة جوية على خيام في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح بوسط القطاع، حيث يلوذ مليون نازح، مما أدى إلى إصابة 11 شخصا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين من حماس يعملون من مركز قيادة داخل المستشفى. وفي وقت لاحق، أمر الجيش الإسرائيلي السكان في بعض الأحياء الشرقية بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بإخلاء منازلهم، وبدأت العديد من العائلات في تحميل أمتعتها على عربات تجرها الحمير وعربات "التوك توك". واليوم، هو الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، والذي أدى إلى اندلاع صراع متعدد الجبهات في أنحاء الشرق الأوسط، مع تصعيد إسرائيل بشكل حاد لحملتها العسكرية على ميليشيا حزب الله اللبنانية. ولم تتمكن قطر ومصر الوسيطتان المدعومتان من الولاياتالمتحدة بعد، من التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي قد يسهم حال إبرامه في إنهاء القتال في لبنان، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة فضلا عن العديد من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل. وتتبادل إسرائيل وحماس إلقاء اللوم في الإخفاق في التوصل إلى اتفاق حتى الآن، إذ يتهم كل طرف الآخر بإضافة شروط يستحيل تنفيذها. وتسعى حماس إلى التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة فيما يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس. وفي غزة، عبر فلسطينيون بيأس عن رغبتهم في العودة إلى حياتهم قبل الحرب. وقال أبو حسن شاهين "قبل سبعة أكتوبر، كان في أحلام عند الواحد. أنا كأب إلي ستة ولاد كان همي الأكبر أدبر لهم بيوت، أدبر لهم زوجات. ولكن بعد سبعة أكتوبر كل هذا راح. يعني 58 سنة عمل بالنسبة إلي وكمان جدهم، كل هذا راح هباء منثورا... كل هذا صار تراب صار حجارة". وحث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج والمقيم في قطر، امس الاثنين على "فتح جبهات جديدة للمقاومة.. هذا واجب ليس فقط في فلسطين، بل في كل مكان تشتعل فيه المعركة من أجل الحرية والكرامة". في المقابل، كشف استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أمس الاثنين أن نحو 53% من الإسرائيليين يعتقدون أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب على قطاع غزة. أجرى هذا الاستطلاع مركز "فيتربي" للرأي العام وأبحاث السياسات في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وشمل عينة عشوائية من ألف إسرائيلي بهامش خطأ 3.10%. ووفق النتائج، التي نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أعرب 53% عن اعتقادهم بأن الوقت حان لإنهاء "الحرب".. دفن طفل شهيد في خان يونس في ظل استمرار القصف (رويترز)