منذ أوائل القرن العشرين ظل الشرق الأوسط الجزء الأكثر تقلبًا في العالم، حيث أصبح بؤراً ساخنة للحروب والنزاعات المستمرة، وأشعلت في بعض بلدانه شرارة الصراع، فقد خاضت إسرائيل في تاريخها سبع حروب وثلاث انتفاضات فلسطينية، وسلسلة من الصراعات المسلحة، ما أدى إلى انتشار عدم التسامح والعنف على نطاق واسع حول العالم، واستمر ذلك حتى القرن الجاري، وعلى المنوال ذاته انخرطت إسرائيل من جديد في السابع من أكتوبر 2023 في سلسلة من الحروب والمواجهات الجديدة، تضاف إلى معظم الحروب والمعارك الرئيسة التي خاضتها إسرائيل في السابق بدءاً من حرب 1948، ومروراً بحرب النكسة عام 1967، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وحرب يوليو 2006 في لبنان أيضاً، وصولاً إلى الحرب على قطاع غزة 2023-2024، مما يترتب على هذا الأثر أن تصبح المخاطر الجيوسياسية سمة متكررة لسنوات عديدة، وهي بلا شك تُحدث الكثير من التوترات بين الدول والتي تؤثر على المسار الطبيعي والسلمي للعلاقات الدولية. وزير الخارجية شارك في الاجتماع الوزاري المشترك غير الرسمي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، المنعقد في قطر، وذلك على هامش قمة حوار التعاون الآسيوي، وبحث الاجتماع آخر التطورات الإقليمية والدولية، والتصعيد المتزايد في المنطقة وتداعياته الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين. وجاء في كلمته تأكيد على أهمية حل الصراعات الإقليمية بالطرق السلمية والدبلوماسية، وذلك في خضم اشتعال فتيل الأزمات في المنطقة، مشيراً إلى أن المملكة تحث الجميع على دعم حل الدولتين، وبالتالي تسوية القضية الفلسطينية التي أعلنت الرياض عن إطلاق تحالف دولي من أجل دعم إقامتها. في إطار استمرار الحرب والعدوان والانتهاكات في المنطقة لا شك أن ذلك يعرقل مسار حركة التجارة الدولية، ويزيد من التوترات السياسية التي تهدد تدفق الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والعالم. خاصة أن المنطقة تواجه العديد من التحديات التي تستدعي تضافر الجهود، وفي الوقت نفسه لا يمكن فصل التحديات التنموية عن الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في المنطقة، وذلك في ظل الأحداث الجارية في فلسطينولبنان، التي تمثل عقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية. اتساع نافذة المواجهة الإسرائيلية يمكن أن تجر المنطقة إلى صراع غير فعال يمكن أن يكون له تأثير قوي طويل الأمد على منطقة الشرق الأوسط.