بنهاية الإرهابي حسن نصرالله سينتهي تقريبا أسلوب عربي شهير لقيادات عربية مروا عبر التاريخ وطبقوا مقولة المفكر السعودي عبدالله القصيمي الراحل إن "العرب ظاهرة صوتية".! كان زعيم حزب الله ظاهرة صوتية إعلامية بكل ما تعنيه الكلمة، كان مجرد خطيب يعلق على الأحداث والهزائم التي تعرض لها الحزب على وجه الخصوص، بكلمات وخطب تدغدغ عواطف البسطاء، ممن لازالوا يؤمنون بأن الخطب العصماء هي من ستهزم العدو الإسرائيلي وتحرر فلسطين، كعادة العرب بالتعلق بمن يستطيع أن يسخر الميكرفون، ويهدد ويتفاخر كنوع من تضميد جراح الانهزامية، والأمثلة التاريخية من الزعامات العربية الذي اشتهروا بأنهم ظاهرة صوتية إعلامية لا يجهلهم الكثيرون، وإن كان أبرزهم الرؤساء جمال عبدالناصر ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح وصدام حسين، فكانوا وغيرهم الكثيرين، مادة إعلامية دسمة تجذب وسائل الاعلام المختلفة وتنجح خطبهم العصماء في التنويم المغناطيسي للشعوب العربية المغلوبة على أمرها، وهي تحت الانهزامية الإسرائيلية.! منذ السابع من أكتوبر العام الماضي ذكرى الهجوم على غزة، دخل الصراع الإقليمي بالمنطقة لمؤشرات هامة، غيرت تقريبا معادلات اللعبة السياسية، بخروج الحزب الإرهابي حزب الله من اللعبة السياسية التي كان يعيش على صداها منذ أربعة عقود، ويكسب التعاطف من البعض بمخططاته التي كان أبرزها الخطب العصماء لأمينه العام، الذي تمت تصفيته بأسلوب لا يناسب مع البطولات الوهمية التي صورها مع حزبه، فكانت التصفية من الناحية الإعلامية مخزية وهو يتحصن تحت الأرض ويقتات عبر خطبه وكلماته السياسية البذيئة على التابعين للحزب وكانوا بالواجهة! من وجهة نظري إعلاميا ان الخاسر الحقيقي برحيل نصرالله هي القنوات الإخبارية السياسية المضادة، لأنها ستفقد مادة إعلامية تشتهر بالتضخيم والكلمات التي تتميز بالتلاعب بالمشاعر والعواطف، واعتبار أن ترديد "الموت لإسرائيل" سيحرر القدس، وينهي العدوان بل يهزمه شر هزيمة، انتهت بالفعل ظاهرة صوتية عانينا من سنين طويلة، وحاولت الكثير من الفضائيات المتعاطفة مع أمين حزب الله النافق أن تصور رحيله بصورة مخافة للحقيقة، ولم تكلف هذه القنوات ومن باب المصداقية، الحديث عن رحيل مُخزي لشخصية قادت حزب إرهابي، أضر القضية الفلسطينية ودمر لبنان، وساهم بالكثير من الاعمال العدوانية والارهابية بدول المنطقة، رحل أشهر ظاهرة صوتية عربية بالوقت الحاضر، وانتهى تقريبا مفهوم الانتصار بالكلام، والخاسر الأكبر الفضائيات التي تتسابق لنقل خطبه التي يبثها من تحت الأرض، وكان يعتقد أن الاغتيال لن يصل اليه، لذلك أتمنى أن يكون آخر الظواهر الصوتية عربياً ..!!