لتعزيز نهضة القطاع السياحي في الأحساء، هناك ضرورة إلى معالجة بعض التحديات في نقص تطوير البنية التحتية، وتوفير برامج تدريب وتأهيل تتوافق مع احتياجات السوق، ومبنية على فهم عميق للاحتياجات والاهتمامات، وتسهيل الوصول إلى التمويل، وتقديم حوافز للاستثمار في المناطق الناشئة أو النائية، وتعزيز الوعي والتسويق للاقتصاد السياحي الأحسائي.. للتفريق بين الابتكار والاستثمار من حيث الحجم والتأثير وتحديد الأهمية الأكبر بينهم، يمكن النظر إليها من خلال نوعيتها وفعاليتها وليس حجمها، الابتكار يغير النظام البيئي بالكامل إذا امتلك القدرة على تغيير السوق من خلال تحسين الإنتاجية بشكل جذري، أو خلق قيمة، هذا تأثيره كبير طويل الأمد، والاستثمار الصغير في قطاع ذي نمو عال أو في فكرة مبتكرة قد تولد تأثيرا هائلا وتغير قواعد المنافسة. والت ديزني صنع أعظم إمبراطورية ترفيه في العالم تتمحور حول فأر، تحولات كبيرة بدأت من أشياء صغيرة وغير متوقعة وأسهمت بنهضة اقتصادية واجتماعية، والابتكار والاستثمار لا يأتي بحجم الاستثمار ولكن يتعلق بتأثيره العميق الذي يحمله. الاقتصاد الإبداعي والسياحي في المملكة، قطاع اقتصادي واعد، يشمل مجموعة واسعة من السلع والخدمات الثقافية والإبداعية والسياحية، حيث تعد الصناعات الثقافية والإبداعية والسياحية واقتصادية لا حصر لها تعزز نمو الاقتصاد وتنمية وتستوعب المواهب وتخلق الوظائف، وتجعله على قدم المساواة مع الصناعة التحويلية في المستقبل، ومقومات هذا الاقتصاد عالية في الأحساء مما يدعم الاستثمار السياحي والتنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، ويساهم بمشاركة الخبرات والمقومات الطبيعية والتاريخ الثقافي الغني بالمنطقة ويخلق حضارة غنية. بالأمس القريب عُقد في الأحساء لقاء تنمية السياحة، الذي يُقيمه صندوق التنمية السياحي ويفتح من خلاله باباً نحو النمو والتطور السياحي في الأحساء، والتعرّف على فُرصها الواعدة ومشاريع الاستثمار السياحي في الأحساء. الأحساء تتمتع بإرث ثقافي وتاريخي، تعتبر من أقدم المستوطنات والمراكز الحضارية في الجزيرة العربية، التي تتميز بتحولاتها الثقافية وتنوعها، وتعد نموذجا في تنميتها المستدامة، لكن من أجل تحقيق مفهوم التنمية الشاملة ونهضة سياحية مستدامة، يتطلب الأمر إعادة التفكير في النماذج التقليدية وتطبيق استراتيجيات اقتصادية حديثة، تعتمد على دمج المعرفة والابتكار، والتكنولوجيا والمنافسة الديناميكية، التي تعيد تشكيل الاقتصاد وتخلق وتعزز الميزة النسبية للأحساء واستدامة نموها الاقتصادي والاجتماعي. الثقافة المحلية هي العمود الفقري لهوية المجتمع الأحسائي دعمها يعزز قيمها المشتركة وتقوية روابطها وتماسكها الاجتماعي، والابتكار تأثيره طويل الأمد على المجتمع والثقافة، يعالج تحديات كبيرة، ويولد تأثيرا كبيرا على جودة الحياة. من أجل دمج الجميع في سلاسل الإمداد السياحية مثل الضيافة والنقل والثقافة والترفيه وتعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة مثل الحرفيين ومقدمي الخدمات والمشاريع العائلية، الأحساء بحاجة إلى حلول موجهة ومدروسة نحو هذا الأثر، تتعلق بعمق التأثير الذي تحمله. ما التحديات: لتعزيز نهضة القطاع السياحي في الأحساء، هناك ضرورة إلى معالجة بعض التحديات في نقص تطوير البنية التحتية، وتوفير برامج تدريب وتأهيل تتوافق مع احتياجات السوق ومبنية على فهم عميق للاحتياجات والاهتمامات، وتسهيل الوصول إلى التمويل، وتقديم حوافز للاستثمار في المناطق الناشئة أو النائية، وتعزيز الوعي والتسويق للاقتصاد السياحي الأحسائي. من الضروري دمج جميع فئات المجتمع الأحسائي في هذه العملية التنموية. لأن استدامة القطاع السياحي تعتمد على إشراك جميع فئات المجتمع من مستثمرين ورواد أعمال والمجتمع المحلي في هذه السلسلة بشكل عادل ومنصف من أجل ضمان مشاركة الجميع بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية في الفوائد والفرص، وضمان توزيع المنافع الاقتصادية بشكل مستدام يعزز النمو والازدهار، وكذلك من أجل خلق وظائف ذات معنى، ورفع مستوى الدخل وزيادة فرص الاستثمار على المدى الطويل. هذا مزيج معزز ذاتيا وداعم لبعضه البعض، يعالج تحدياتهم ويفتح آفاقا جديدة للمنشآت الصغيرة ورواد الأعمال وللمجتمع.